توهج الإسلاميين في بلدان الربيع يدفع سلطاني للتهليل وبلخادم للمحاصصة

خلف اكتساح الإسلاميين استحقاقات جرت في بلدان عربية إفرازات مباشرة على الساحة السياسية الجزائرية، إن على مستوى الخطاب أو السلوك، بين نشوة حركة مجتمع السلم التي بدأت في التهليل لانتخابات الربيع القادم، ومحاصصة الأمين العام لجبهة التحرير لنتائج هذا التيار مسبقا، من قبيل أنه سيشكل فارقا في التشريعيات، لكن طبعا برأي بلخادم، خلف الأفالان الذي سيحقق الأغلبية مجددا. وقد حركت نتائج الانتخابات في ثلاثة بلدان في شمال إفريقيا، اثنان منها ضمن ما يعرف بـ''الربيع العربي'' والثالثة في المغرب، طموحات كبرى لدى الأحزاب الإسلامية في الجزائر باعتماد نتائج التشريعيات والمحليات الماضية. وبدت شهية أبو جرة سلطاني، رئيس حركة مجتمع السلم، وقد تفتحت فعلا على حصاد وافر في انتخابات موصوفة مسبقا بأنها الفارق في مصير الجزائر من ''موضة الربيع العربي''. وما انفك زعيم ''إخوان الجزائر'' أبو جرة سلطاني، في تقديم حزبه على أنه النسخة الجزائرية لما حققته النهضة في تونس، والعدالة والتنمية في المغرب، والإخوان في مصر. ويتوقع سلطاني ألا يتوقف هذا التشابه عند مجرد المرجعيات، بل أن يمتد إلى مقاعد البرلمان المقبل. ولو أن حركة مجتمع السلم لا تمتلك أهم مفاتيح فوز الأحزاب الثلاثة، وهي وقوفها في المعارضة، وتعرضها إما لبطش الأنظمة السابقة أو تشريد قياداتها أو التضييق على نشاطها، بينما ظلت حمس شريكا للسلطة سنوات طويلة من باب ما يعرف بتوازنات كانت الجزائر في حاجة إليها مطلع الألفية. وتلوح الحركة الإسلامية في الجزائرية بورقتين جديدتين، الأولى يقودها فريق منشق عن حركة مجتمع السلم، الذي يسعى لتأسيس ''جبهة التغيير الوطني''، والثانية يقودها سعد عبد الله جاب الله الذي أطلق ''جبهة العدالة والتنمية''. وبقدر الخطابات المتفائلة لزعامات الحزبين تجاه مسار الموعد النيابي القادم، بقدر ما تجهل درجة القبول الشعبي لـ''التيار الإسلامي'' ممثلا في هذه الوصفات الحاضرة للانتخابات. وتقلص حضور الإسلاميين في البرلمان في انتخابات 2007، مقارنة بتشريعيات 2002 التي اكتسح فيها حزب عبد الله جاب الله يومها ''النهضة'' 43 مقعدا، بالإضافة لحضور لافت لمجتمع السلم. لكن الرهان على ضعف صفوف أحزاب السلطة للمرور إلى تشريعيات العام القادم يبقى غير محسوما قياسا لشتات الإسلاميين أنفسهم، وارتباط المخيال الجماعي للجزائريين في النظر بتجربة فترة التسعينيات، التي حملت فيها مسببات العنف لهذا التيار. ولكن نتائج ''الإسلاميين''، كتيار سياسي في الدول الثلاث، لم تتوقف إفرازاتها عند حمس، حيث يربط مراقبون بين تحركات لويزة حنون زعيمة حزب العمال في اتجاه انتقاد وجوه تمثل هذا التيار، والمحاصصة التي حضرها بلخادم له في انتخابات الربيع القادم.

بقلم بقلم رئيس التحرير 12/24/2011 02:26:00 ص. قسم . You can أكتب تعليقا لاتقرأ وترحلRSS 2.0

فيديو الاسبوع

إخترنا لكم

2010 BlogNews Magazine. All Rights Reserved. - /تعريب وتطوير/شباب من أجل الجزائر