الجزائر.. والمواقف الخالدة

الصراع العر بي الصهيوني صراع حضاري وثقافي، صراع محتل غاص للأرض منتهك للعرض وصراع صاحب حق اغتصب وكرامة ديست وحرمة مستباحة ووطن مستلب ، وبالتالى فهو صراع استراتيجي عميق لا يتأثر بالمواقف والتقلبات ولا يتغير بالأعيب والسياسات ، ليس صراعا تكتيكيا تتحكم فيه المصالح السياسية والاقتصادية المتغيرة فى الزمان والمكان أو حسب الأهواء والميولات ، بل هو صراع وجود وبقاء على الأرض وتحت الشمس ومما يؤسف له ويحز فى النفس ويدمى القلب أن الكثير من العرب يغفل عن هذه الحقيقة أو يتغافل عنها، وتراهم يسارعون إلى العدو الغاصب ويوجهون الطعنات إلى أمتهم وإلى دينهم ولسان حالهم يقول : "نخشى أن تصيبنا دائرة" ولم يقرأوا "فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا فى أنفسهم نادين". صدق الله العظيم غير أنه من العرب والمسلمين من رفض الذل والهوان والركوع للعدو وإملاءاته أوضغوط أسياده وتسللاتهم ، وفى هذا الإطار اطلعت مؤخرا على خبر فى موقع جبهة العمل والمقاومة اللبنانية مفاده أن الجزائر باعت طائرتي هليبكتور حديثتين من نوع سوبر بوما كانت قد اشترتهما من المصنع الإوروبي "أيدس" للتنقلات الرئاسية بعدما اكتشفت من أجهزة الاتصالات المركزية فى الطائرتين صناعة صهيونية. فلله در الجزائر ما أعظمها .... لقد أكد هذا التصرف الذى قل إن لم نقل انعدم فاعله فى هذا الزمن العربي الأردأ من الرديء أن الشعب الجزائري شعب جبل على النبل والعزة والشهامة والكبرياء والإباء ، شعب أصر عبر التاريخ على أن يؤكد أنه يمثل الضمير الحي للأمة العربية الإسلامية وشموخها ؛ قال الشاعر: شعب الجزائر مسلم == وإلـــى العروبة ينتسب من قال حاد عن أصله == أو قال مات فقد كذب ذكرني هذا التصرف بعمالقة الجزائر العظام عليهم رحمة الله عبد القادر الجزائري وعبد الحميد بن باديس وكملة الرئيس المرحوم هوارى بومدين الخالدة عندما توجه إلى طياري القوة الجوية الجزائرية المتجهة إلى جبهات القتال بعد عدوان حزيران 1967 حين خاطبهم قائلا "النصر أو الموت" فتحية إجلال وإكبار لكل الجزائريين الأشراف ولفخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقه . كما لا يفوتني أن أنوه بالمواقف الجزائرية من الأزمة السورية الرافضة لجميع أنواع التدخل الخارجي ، وكذلك بالمواقف الجزائرية من قضايانا الوطنية والتى أشرت فى بيان السنة الماضية أنها الحليف الطبيعي والاستراتيجي لموريتانيا ، وأظهرت التطورات اللاحقة صدق ما كنت قد وصلت إليه، كما أشيد بالمناسبة بالمقال الأخير للكاتب محمد سالم اليعقوبي المنشور تحت عنوان : "الجزائر الخيار الأول أو لا خيار" والذى تطرق فيه للدور الجزائر الكبير والمهم فى موريتانيا إبان الاستقلال وبعده وما قدمته لموريتانيا من دعم ومساندة. إن للجزائر خاصة فى هذا الظرف الخطير الذى تعيشه الأمة العربية مسؤوليات جساما، وليس لدي أدنى شك بأن الجزائر ستتحمل تلك المسؤوليات كاملة وهي أهل لذلك.

 محمد ولد فال/ رئيس حزب الرفاه

بقلم بقلم رئيس التحرير 2/02/2012 07:15:00 م. قسم . You can أكتب تعليقا لاتقرأ وترحلRSS 2.0

فيديو الاسبوع

إخترنا لكم

2010 BlogNews Magazine. All Rights Reserved. - /تعريب وتطوير/شباب من أجل الجزائر