الجزائر: 6 آلاف حالة هروب من البيت في سنتين

حسب إحصائيات الشرطة القضائية نشرتها جريدةالمحور
كشفت رئيس مكتب حماية الطفولة بمديرية الشرطة القضائية عميد الشرطة السيدة مسعودان في تصريح خاص بجريدة المحور، أن هناك ثلاث فئات للفتيات الهاربات حيث تقسم الظاهرة إلى حالات الخطر المعنوي و ضحايا العنف و حالات الفرار. و عن قضية الخطر المعنوي فهم أطفال في الشارع بدون هدف من ببينهم الهاربين من البيوت حيث أحصت مديرية الشرطة القضائية في سنة 2010، 3099 طفل في حالة خطر معنوي منهم 2008 ذكور و 1091 فتاة و أضافت في هذا الشأن أن الهدف الأول للشرطة القضائية في هذه الحالة هو الوقاية و ذلك عن طريق الاتصال بعائلاتهم، حيث أن 73 % منهم يتم إرجاعهم إلى بيوتهم و 65 % منهم فتيات تم إرجاعهم و في نفس السنة تم إحصاء 233 طفل كانوا في حالة فرار من بينهم 99 فتاة. و عن الأسباب حسب نفس المصدر فإنها غالبا ما تعود إلى نتائج الدراسة خاصة في الفصل الأول، المشاكل العائلية، ضحايا سوء المعاملة و أحيانا الطفل يكون لديه حب المغامرة و هو في الأصل مجرد هروب لكن بالمقابل يتم الترويج لإشاعات حول الاختطاف و بعض الأمور التي لا أساس لها من الصحة و هي كلها ادعاءات. و بالنسبة لسنة 2011 و حسب إحصائيات لمديرية الشرطة القضائية خاصة للمحور أكد نفس المصدر أنه تم تسجيل 2897 طفل في فئة الخطر المعنوي من بينهم 1861 ذكر و 1036 فتاة، و بخصوص الإجراءات المتخذة كشفت عميد الشرطة السيدة مسعودان أن 77 % منهم تم إرجاعهم إلى منازلهم 70 % منهم فتيات أما بالنسبة للهروب فقد أحصت مديرية الشرطة القضائية في نفس السنة 211 طفل من بينهم 100 فتات، و عن المقارنة بين سنتي 2010 و 2011 فهناك انخفاض بنسبة 6.5 % نظرا للمجهودات الكبيرة التي تبذلها عناصر الأمن الوطني في كل ولايات الوطن، و بخصوص الحالات التي يتعذر إرجاعهم إلى منازلهم أكد مصدرنا أنه مثلا في 2011 تم إرجاع 77 % إلى بيوتهم و النسبة المتبقية من الحالات يتم تقديمهم إلى قاضي الأحداث و هو بدوره يضعهم في مراكز الحماية المتخصصة حيث أن كل عمل الشرطة القضائية تقريبا لديه علاقة بقضاة الأحداث، و هناك أسباب أخرى حيث أن أغلب الحالات يكذبون على عناصر الأمن الوطني و يعطونهم هوية خاطئة قصد تجنب إرجاعهم إلى بيوتهم بسبب العنف الذي يتعرضون له. ■دوافع هروب الفتيات حسب مختص اجتماعي كشف الأستاذ محمد طويل مختص و باحث في علم الاجتماع لجريدة المحور أن هناك أسباب عائلية كالعنف الأسري الممارس من طرف الأب أو الإخوة على الفتيات مما يدفعهم إلى الهروب من المنزل، و من جهة أخرى هناك الفقر الذي يؤدي أحيانا إلى هذا الأمر بالإضافة إلى بعض الحالات الانفعالية العاطفية و التي تحدث خاصة في أوساط العائلات الغنية حيث أن الفتاة يكون لها صديق و ينشأ حب بينهما قد تكون نتائجه الهروب مع صديقها و يحدث هذا كثيرا عند المراهقين لان عامل السن يؤثر على طبيعة العلاقات بين الأفراد، هذا و دون أن ننسى الغزو الثقافي و الفضائيات التي تتكاثر يوميا و ما تبثه من مسلسلات تروي قصص العلاقات الغرامية و الحب و ما يقدمه العشاق من تضحيات من أجل تلك المزاعم و لا تخلو معظمها من الانتحار أو هروب الفتاة مع عشيقها و هذا ما تحاول الفتيات الجزائريات تقليده إلى حد الآن و هي ظاهرة محاكاة المسلسلات بالنظر إلى غياب فضاءات في الجزائر للقيام بما يدور في المسلسلات المكسيكية و التركية و الحرمان العاطفي، و بالمقابل قد يكون السبب هو الفضول و الرغبات و سوء التنشئة الاجتماعية كذلك يؤثر على سلوك الفتيات كما أن قضية الممنوعات لها تأثير حيث أن العادات الجزائرية تقول هذا ممنوع و ذلك حرام مما يولّد ضغطا لدى الفتاة و يجعلها تفكر بنظرية كل ممنوع مرغوب فيه، هذا و فيه عوامل خارجية كذلك كالقيم الاجتماعية و الأخلاقية حيث كانت بعض السلوكيات في الماضي يحددها الضمير الجمعي و كان ضبط اجتماعي من طرف المجتمع و الآن تقريبا صارت لا وجود لها و زالت الكثير من الأخلاق و القيم فيما دخلت سلوكيات جديدة و أصبحت متقبلة اجتماعيا و عادية في نظر الأفراد مثل خروج الفتاة مع عشيقها، و هناك كذلك نقص التوعية و التحسيس من طرف المجتمع و غياب الفضاءات و المرافق الخاصة بالفتيات على غرار النوادي الثقافية و الترفيهية، الرياضية و غيرها حيث أن السلطات تهتم بالذكور فقط و الجنس الآخر مُهمّش، كما أن التشققات و الطلاق لها دور في هروب الفتيات من المنزل. ■مراكز لحمايتهن عبر ولايات الوطن كشف مصدر مسؤول من وزارة التضامن الوطني والأسرة في تصريح لجريدة المحور، أنه توفر وزارة التضامن الوطني والأسرة مراكز عديدة عبر ولايات الوطن للتكفل و حماية الفتيات الهاربات دون النظر إلى الأسباب، و تتم هذه العملية بعد قيام عناصر الأمن الوطني بمراكز الشرطة القضائية بتقديمهم إلى قضاة الأحداث و هم بدورهم يضعونهم في مراكز الحماية المتخصصة و التابعة إلى وزارة التضامن الوطني والأسرة والتي تتوفر على مرافق عديدة تسمح بمكوثهن داخل المراكز بدل التفكير في إعادة الكرة و الهروب ثانية، و في حالة ما إذا كانت الفتاة حاملا خاصة إن كانت مراهقة يتم مرافقتها نفسيا و اجتماعيا عن طريق المختصين و يستمر ذلك إلى غاية وضع الحمل، كما أن المختصين النفسانيين الذين يشتغلون بتلك المراكز يعملون على إزالة الأفكار السلبية التي تحملها الفتيات الهاربات بعد قصص تعرضهن لاعتداءات جنسية أو خروجهم مع عشاقهن و قضية الهروب من بيوت ذويهم و تغيير الولاية لإخفاء الفضيحة حيث أن المراهقات كثيرا ما يفكرن في الانتحار.

بقلم احلام 2/01/2012 01:12:00 ص. قسم . You can أكتب تعليقا لاتقرأ وترحلRSS 2.0

فيديو الاسبوع

إخترنا لكم

2010 BlogNews Magazine. All Rights Reserved. - /تعريب وتطوير/شباب من أجل الجزائر