لا تستعجلوا.. سوريا لا تزال في عمق الأزمة
اقلام وأراء 12/16/2011 10:30:00 م
يتسرع بعض الموالين للنظام السوري، من كتّاب، وصحافيين ومراقبين، في بلورة استنتاج يقول بنهاية الأزمة في سوريا، وبأن النظام بات قاب قوسين أو أدنى من اغلاق الصفحة الدموية المفتوحة منذ تسعة أشهر والخروج منتصراً من هذه التجربة المريرة، والدليل عودة السفيرين الفرنسي والاميركي الى دمشق، فهم يضعون هذه العودة في خانة الاذعان الاميركي – الفرنسي لأمر واقع يؤكد أن النظام في دمشق قوي ولن يسقط بسهولة، وعليه لا بد من التعامل معه.
ويذكّر هذا الاستنتاج، المتسرع، باستنتاج خرجت به وثيقة حزب الله الثانية نهاية العام 2008، التي خلصت الى هزيمة المشروع الأميركي في المنطقة، انطلاقاً من مجموعة معطيات أهمها هزيمة "اسرائيل" في حرب تموز 2006 واعلان واشنطن نيتها الانسحاب من العراق، بالاضافة الى صمود كل من سوريا وايران، الاولى بوجه محاولات اسقاطها على خلفية الاتهامات بجريمة اغتيال الحريري، والثانية لاصرارها ونجاحها في نشاطها النووي، فضلاً عن تطورات دولية حلّت ضيفاً على سجل تراجع الهيبة الاميركية في العالم، ابرزها الاجتياح العسكري الخاطف لقوات روسيا دويلة أوسيتيا الجنوبية على الحدود مع جورجيا المدعومة من الغرب.
اليوم، وبعد ثلاث سنوات بالتمام على الوثيقة التارخية لحزب الله، يظهر ان الاستنتاج بنهاية أو سقوط المشروع الاميركي كان متسرعاً جداً، ان لم نقل خاطئاً، لأن المشروع الاميركي، وبكل بساطة يبدو في أوج عزه، ودليل الكلام، جلي، ظاهر للعيان من ليبيا حيث يرفرف العلم الاميركي الى جانب علم الثوار، الى تونس – الغنوشي، الذي القى للتو خطابه الخارجي الاول بدعوة من منظمة "أيباك" اليهودية في واشنطن، ومن جنيف حيث تعقد هلاري كلنتون اجتماعات مع أطياف المعارضة السورية وتتحدث عن مرحلة ما بعد سقوط نظام الأسد، الى أكبر دولة عربية، مصر ما بعد الثورة، وهناك للحديث شرح يطول عن علاقة المصالح المشتركة بين الادارة الاميركية وأقوى تنظيم سياسي مصري على الاطلاق، الأخوان المسلمون.
لم يسقط اذن المشروع الاميركي، بل تراجع في حقبة السنتين الأخيرتين من عهد جورج دبليو بوش، والتراجع هنا يشبه الى حدٍ بعيد تراجع الرياضيين خطوة الى الوراء من أجل اندفاعة أقوى، والاندفاعة الاميركية الجديدة حصدت نتائجها في أكثر من بلد عربي اليوم بعد ثلاث سنوات، والمشروع ذاته، لن يستكين قبل انجاز دورته الكاملة ليربط دمشق بعواصم عربية واقليمية أخرى، تدور في الفلك الاميركي.
من السذاجة المطلقة وضع عودة السفيرين، او اشارات تركية عن رفض استخدام اراضيها للتدخل في سوريا، او تراجع الضغط العربي، في خانة فشل الحملة على سوريا أو قرب خروجها من نفقها، والنصيحة أن تتجهز سوريا لأعنف الحملات في المستقبل القريب جداً، وأن تبقي العين ساهرة على حركة مساعد وزيرة الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان، أو المهندس الجديد للمنطقة العازلة، فبعد سقوط نظرية الشريط الحدودي مع تركيا، ورفض الاردن تحويل أراضيه قاعدة خلفية لثوار سوريا، لم يبق في الميدان سوى الخاصرة الرخوة لسوريا تاريخياً.. لبنان.
منذ اسابيع، تعجز كل المحاولات لوسائل اعلام لبنانية وغير لبنانية، تحديداً المناوئة لتيار المستقبل، من الاقتراب من منطقة وادي خالد المتاخمة لمحافظة حمص، نقطة المواجهات الساخنة ابداً، والعصية على كل محاولات قوى الامن السورية، حتى الجيش اللبناني ينأى بنفسه عن المنطقة، والتسريبات الواردة من هناك تتحدث عن ثكنة عسكرية جاهزة، وعن خط دفاع ثاني وخزان امداد بشري ولوجستي لـ"ثوار" حمص، وعن انتفاء أي وجود أمني وعسكري للقوى الامنية السورية خلف الحدود.
لقد تحولت وادي خالد الى الممر "الانساني" الذي تنادي به فرنسا، والرهان على تحويله شريان حياة المنطقة العازلة المنتظرة قريباً في حمص، هنا يضحى التهديد حقيقياً، وتسقط كل نظريات نهاية الأزمة السورية، ورهان المهندس فيلتمان على تحويل المدينة العصية على النظام السوري، الى بنغازي سوريا، وقاعدة لمختلف أنواع التدخل المباشر، هنا يصبح لمطلب الحظر الجوي صدى، ويمكن لرياض الاسعد أن يتمركز مع جيشه "الحر" المضخم بمقاتلين من كل حدب وصوب، والممر "الانساني" في وادي خالد، جاهز لاستقبال القادمين من أربع أصقاع الارض طلباً للحرية والديمقراطية في سوريا.
صحيح أن دمشق تملك من الأوراق التي لم تلعبها بعد الكثير، لكن على سوريا أن لا تصل ابداً الى مخزونها من أوراق، لأن اللعب بأوراق الاحتياط هو اشارة على نفاد الاوراق الأخرى.
ويذكّر هذا الاستنتاج، المتسرع، باستنتاج خرجت به وثيقة حزب الله الثانية نهاية العام 2008، التي خلصت الى هزيمة المشروع الأميركي في المنطقة، انطلاقاً من مجموعة معطيات أهمها هزيمة "اسرائيل" في حرب تموز 2006 واعلان واشنطن نيتها الانسحاب من العراق، بالاضافة الى صمود كل من سوريا وايران، الاولى بوجه محاولات اسقاطها على خلفية الاتهامات بجريمة اغتيال الحريري، والثانية لاصرارها ونجاحها في نشاطها النووي، فضلاً عن تطورات دولية حلّت ضيفاً على سجل تراجع الهيبة الاميركية في العالم، ابرزها الاجتياح العسكري الخاطف لقوات روسيا دويلة أوسيتيا الجنوبية على الحدود مع جورجيا المدعومة من الغرب.
اليوم، وبعد ثلاث سنوات بالتمام على الوثيقة التارخية لحزب الله، يظهر ان الاستنتاج بنهاية أو سقوط المشروع الاميركي كان متسرعاً جداً، ان لم نقل خاطئاً، لأن المشروع الاميركي، وبكل بساطة يبدو في أوج عزه، ودليل الكلام، جلي، ظاهر للعيان من ليبيا حيث يرفرف العلم الاميركي الى جانب علم الثوار، الى تونس – الغنوشي، الذي القى للتو خطابه الخارجي الاول بدعوة من منظمة "أيباك" اليهودية في واشنطن، ومن جنيف حيث تعقد هلاري كلنتون اجتماعات مع أطياف المعارضة السورية وتتحدث عن مرحلة ما بعد سقوط نظام الأسد، الى أكبر دولة عربية، مصر ما بعد الثورة، وهناك للحديث شرح يطول عن علاقة المصالح المشتركة بين الادارة الاميركية وأقوى تنظيم سياسي مصري على الاطلاق، الأخوان المسلمون.
لم يسقط اذن المشروع الاميركي، بل تراجع في حقبة السنتين الأخيرتين من عهد جورج دبليو بوش، والتراجع هنا يشبه الى حدٍ بعيد تراجع الرياضيين خطوة الى الوراء من أجل اندفاعة أقوى، والاندفاعة الاميركية الجديدة حصدت نتائجها في أكثر من بلد عربي اليوم بعد ثلاث سنوات، والمشروع ذاته، لن يستكين قبل انجاز دورته الكاملة ليربط دمشق بعواصم عربية واقليمية أخرى، تدور في الفلك الاميركي.
من السذاجة المطلقة وضع عودة السفيرين، او اشارات تركية عن رفض استخدام اراضيها للتدخل في سوريا، او تراجع الضغط العربي، في خانة فشل الحملة على سوريا أو قرب خروجها من نفقها، والنصيحة أن تتجهز سوريا لأعنف الحملات في المستقبل القريب جداً، وأن تبقي العين ساهرة على حركة مساعد وزيرة الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان، أو المهندس الجديد للمنطقة العازلة، فبعد سقوط نظرية الشريط الحدودي مع تركيا، ورفض الاردن تحويل أراضيه قاعدة خلفية لثوار سوريا، لم يبق في الميدان سوى الخاصرة الرخوة لسوريا تاريخياً.. لبنان.
منذ اسابيع، تعجز كل المحاولات لوسائل اعلام لبنانية وغير لبنانية، تحديداً المناوئة لتيار المستقبل، من الاقتراب من منطقة وادي خالد المتاخمة لمحافظة حمص، نقطة المواجهات الساخنة ابداً، والعصية على كل محاولات قوى الامن السورية، حتى الجيش اللبناني ينأى بنفسه عن المنطقة، والتسريبات الواردة من هناك تتحدث عن ثكنة عسكرية جاهزة، وعن خط دفاع ثاني وخزان امداد بشري ولوجستي لـ"ثوار" حمص، وعن انتفاء أي وجود أمني وعسكري للقوى الامنية السورية خلف الحدود.
لقد تحولت وادي خالد الى الممر "الانساني" الذي تنادي به فرنسا، والرهان على تحويله شريان حياة المنطقة العازلة المنتظرة قريباً في حمص، هنا يضحى التهديد حقيقياً، وتسقط كل نظريات نهاية الأزمة السورية، ورهان المهندس فيلتمان على تحويل المدينة العصية على النظام السوري، الى بنغازي سوريا، وقاعدة لمختلف أنواع التدخل المباشر، هنا يصبح لمطلب الحظر الجوي صدى، ويمكن لرياض الاسعد أن يتمركز مع جيشه "الحر" المضخم بمقاتلين من كل حدب وصوب، والممر "الانساني" في وادي خالد، جاهز لاستقبال القادمين من أربع أصقاع الارض طلباً للحرية والديمقراطية في سوريا.
صحيح أن دمشق تملك من الأوراق التي لم تلعبها بعد الكثير، لكن على سوريا أن لا تصل ابداً الى مخزونها من أوراق، لأن اللعب بأوراق الاحتياط هو اشارة على نفاد الاوراق الأخرى.
موسى عاصي
بقلم بقلم رئيس التحرير
12/16/2011 10:30:00 م.
قسم
اقلام وأراء
.
You can أكتب تعليقا لاتقرأ وترحلRSS 2.0