إذ المدينة تفقد خندقها والفارسيّ الجميل – شعر محمد جربوعة



صليبيةُ … القلبِ لا يستريحُ على كفّها طائرٌ… تشبه النردَ في رأسه ألف وجهٍ وكل الوجوه لديهِ …قمارْ
صليبيةٌ … الحبِّ في صدرها حَجَر ناقمٌ مِن قديم دمارْ
صليبيّة … الموتِ راياتها السودُ مصنوعةٌ من قُرانا التي سقطتْ في الحصارْ
صليبيّة … من زمان الفتوحاتِ … تَكرهنا من زمانِ الذينَ نخبّئهم في العيونِ ونغزلهم لحكايا الصغارْ
صليبيةٌ…قلبها أسودٌ جوف أضلاعها كفّها أحمرٌ تحت قفّازها وجهها أسودٌ في ثنايا الخمارْ
صليبيّةٌ… هكذا باختصارْ
هم الآن حول المدينة ليلا … وتعرفهم في الظلام السماءْ
هم الآن بين اختلاط الصليبِ بما قد تيسّر من سورة (الرومِ) و(الشعراءْ )
هم الآن سُمْرٌ وشُقرٌ يوحّدهم في القتيل البريء الرصاصةُ والموتُ يختطف الأبرياءْ
ونحنُ إذا جدّ جدٌّ بلا خندق في يدينا ولا معولٍ في الترابِ الحزين حزينٍ
ولا فارسي يجيب الصحابةَ…في رأسه فكرة للقاءْ
أتَوْنا.. مجيءَ الجرادِ وكم قد أساؤوا  لمئذنة لبست حظها من ثياب البلاءْ
تكون المآذن أحلى قليلا وأهدأَ بالا على تلّةٍ ليس فيها غريبٌ ولا طائر يستبيح الهواءْ
تكون المدينةُ أطهرَ وجها بأحمدها خاتم الأنبياءْ
تكون النجومُ خرافيةً في مساءٍ خفيفٍ إذا لم يكن بيض عشّ الرصاصةِ في لحمنا والدماءْ
تكون القناديل مزروعةً فوق جدرانها في ارتخاءٍ إذا لم يكن سارقُ الضوءِ
بين ظلام الشوارعِ ينوي اختطاف زهور الضياءْ
تكون المساجد أكثرَ قُربا لخالقها حين يركع شيخٌ وتشربه لحظةُ الانحناءْ
ونحن بلا خندقٍ زوجُ (!!!!!!) دقّ المسامير في ظهرنا … من يعقّ أباهُ … يدقّ المسامير كيف يشاءْ
قليل حياءْ . …قليلُ وفاءْ…
وإنّ الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها… وولولَ في كل ركن عزاءْ
وإنّ الملوك ملوكٌ… ونحن لنا ربّنا…والطواسينُ نقرأها…حين يأتي لأعيننا في المساء البكاءْ
فمنْ نسأل الآنَ فتوى…لمَن يسرد التينُ أحزانهُ إن تأذّى…ومن يحفظ الأرضَ للتينِ …والشفع والوترِ…والأنبياءْ؟!
سنحفر خندقنا في دمانا…ونحرسهُ… كي نريح المدينة من خوذة الدخلاءِ…
ومن غدرة الأثرياءِ…ومن طعنة العملاءْ
سنحفر خندقنا بالأظافرِ…كي تعرف الطائراتُ التي في سَمانا…
بأنّ المآذنَ أجملُ صوتا…وأعلى …وأغلى…وأهدى سبيلا
وأقرب من غيرها لإله السماءْ

بقلم بقلم رئيس التحرير 12/08/2011 08:46:00 م. قسم . You can أكتب تعليقا لاتقرأ وترحلRSS 2.0

فيديو الاسبوع

إخترنا لكم

2010 BlogNews Magazine. All Rights Reserved. - /تعريب وتطوير/شباب من أجل الجزائر