عندما لم يكن الرئيس السوري يتذوق الموز .. ماذا كان يأكل العرب؟
اقلام وأراء 12/16/2011 10:35:00 م
ازدحمت الأسئلة عن سبب التراجع العربي نسبيا في التعامل مع الأزمة السورية بعدما تسابقت التحذيرات العربية وحدد وزراء الخارجية العرب الأيام والساعات لموافقة سوريا على الشروط لقبول المبادرة.
فما الذي حصل؟ هل اكتشف العرب أن دمشق ضحية؟ أم أن الأولويات العربية تبدلت بالرغم من الدعوة إلى جلسة للوزراء العرب في الرابع والعشرين من الشهر الجاري؟.
حقائق تتنافس ما بين عجز العقوبات على دمشق في تحقيق سقوط سوريا، وحديث الغرب عن أن تغيرات الشرق الأوسط ستكمل إلى الخليج العربي عاجلا.
الدول الخارجية تدرك أن الحرب على سوريا مستحيلة، لاسباب تبدأ بعجز الدول المناهضة لسوريا، ولا تنتهي بالعوامل الإقليمية المحيطة من إيران إلى فلسطين وما بينهما.... .
من هنا كان خيار العقوبات الاقتصادية بديلاً، لكن هذا البديل يفشل في سوريا عدا عن انه يزيد الالتفاف حول القيادة.
ومن يعرف سوريا في عقود مضت يدرك أن الشعب السوري لا يجوع ولا يرضخ – في أحياء الشام يستطيع المرء أن يؤمن حاجياته بكلمتين : بزكاتك والله يعزك.
ومن يراجع مسار العقود التي مضت يدرك أن السوريين واجهوا العقوبات التي تدرجت من سبعينيات القرن الماضي – يوم لم يكن إلى جانب سوريا لا جار ولا صديق، لكن السوريين تفوقوا على العقوبات وابتكروا الصناعات وتعايشوا مع الواقع بعزة نفس.
علما أن العقود الماضية لم تكن افضل: من الأزمة السورية مع تركيا، إلى المشكلة مع العراق، إلى الخلاف مع الملك الأردني حسين بن طلال، إلى العدوان الثلاثي وتداعياته، إلى الحرب الدائمة مع إسرائيل وتشظيات الساحة اللبنانية، إلى الخلاف مع ياسر عرفات... والعلاقة الحساسة مع دول إقليمية منذ ما قبل إيران الإسلامية .... إلى ما بعد ثورة الأمام الخميني بسنوات.... .
ذاك الواقع حاصر سوريا، حتى أن الرئيس بشار الأسد حينما كان في سن المراهقة، صارح أبيه الرئيس الراحل حافظ الأسد أنه يشتهي أكل الموز فرد عليه والده: لا يمكن أن اسمح لك بتذوق الموز والشعب لا قدرة له على تذوقه. يومها كانت أموال النفط في الدول الخليجية تسيل ثروات تترجم ابعد من حدود الخليج، وتستحضر ملذات الحياة من الغرب إلى زعماء وحاشية تلك الدول العربية.
لكن مصدّر الملذات والسلاح والمواقف (الدول الغربية) بعد تطورات الساحات العربية، يعد الدراسات عن الدول الخليجية ليبدو تقرير غريغوري غوز – بروفسور في جامعة فرمونت واستشاري في مجلس العلاقات الخارجية الأميركي – بارزاً عن وضع المملكة السعودية لان في الخلاصة مؤشرات : مستقبل السعودية مضطرب وغير مستقر، لاسباب عدة تعكس التطورات العربية، وواقع السياسة الداخلية السعودية، والعلاقات مع الدول الإقليمية وعدم التكافؤ مع إيران وحديث عن دور مرتقب للشباب.... .
وفي هذا التقرير توصية : تغيير في السياسة الأميركية بإقامة علاقة يحكمها "البيزنس" ليس إلا.
فهل أدركت السعودية حجم التقارير الأميركية، ما يغير الاتجاهات؟ وهل تبدلت النظرة السعودية تحديداً تجاه سوريا؟ بغض النظر عن تسابق سعودي – قطري لقيادة الخليج والدول العربية، أم أن لا حاجة لا غربية ولا عربية للتدخل في سوريا، طالما أن البديل أحداث دموية في حمص توتر كل المحافظات السورية؟.
السوريون يأكلون في أيام الأزمة الآن كل أنواع الفاكهة ... فماذا سيأكل العرب؟.
فما الذي حصل؟ هل اكتشف العرب أن دمشق ضحية؟ أم أن الأولويات العربية تبدلت بالرغم من الدعوة إلى جلسة للوزراء العرب في الرابع والعشرين من الشهر الجاري؟.
حقائق تتنافس ما بين عجز العقوبات على دمشق في تحقيق سقوط سوريا، وحديث الغرب عن أن تغيرات الشرق الأوسط ستكمل إلى الخليج العربي عاجلا.
الدول الخارجية تدرك أن الحرب على سوريا مستحيلة، لاسباب تبدأ بعجز الدول المناهضة لسوريا، ولا تنتهي بالعوامل الإقليمية المحيطة من إيران إلى فلسطين وما بينهما.... .
من هنا كان خيار العقوبات الاقتصادية بديلاً، لكن هذا البديل يفشل في سوريا عدا عن انه يزيد الالتفاف حول القيادة.
ومن يعرف سوريا في عقود مضت يدرك أن الشعب السوري لا يجوع ولا يرضخ – في أحياء الشام يستطيع المرء أن يؤمن حاجياته بكلمتين : بزكاتك والله يعزك.
ومن يراجع مسار العقود التي مضت يدرك أن السوريين واجهوا العقوبات التي تدرجت من سبعينيات القرن الماضي – يوم لم يكن إلى جانب سوريا لا جار ولا صديق، لكن السوريين تفوقوا على العقوبات وابتكروا الصناعات وتعايشوا مع الواقع بعزة نفس.
علما أن العقود الماضية لم تكن افضل: من الأزمة السورية مع تركيا، إلى المشكلة مع العراق، إلى الخلاف مع الملك الأردني حسين بن طلال، إلى العدوان الثلاثي وتداعياته، إلى الحرب الدائمة مع إسرائيل وتشظيات الساحة اللبنانية، إلى الخلاف مع ياسر عرفات... والعلاقة الحساسة مع دول إقليمية منذ ما قبل إيران الإسلامية .... إلى ما بعد ثورة الأمام الخميني بسنوات.... .
ذاك الواقع حاصر سوريا، حتى أن الرئيس بشار الأسد حينما كان في سن المراهقة، صارح أبيه الرئيس الراحل حافظ الأسد أنه يشتهي أكل الموز فرد عليه والده: لا يمكن أن اسمح لك بتذوق الموز والشعب لا قدرة له على تذوقه. يومها كانت أموال النفط في الدول الخليجية تسيل ثروات تترجم ابعد من حدود الخليج، وتستحضر ملذات الحياة من الغرب إلى زعماء وحاشية تلك الدول العربية.
لكن مصدّر الملذات والسلاح والمواقف (الدول الغربية) بعد تطورات الساحات العربية، يعد الدراسات عن الدول الخليجية ليبدو تقرير غريغوري غوز – بروفسور في جامعة فرمونت واستشاري في مجلس العلاقات الخارجية الأميركي – بارزاً عن وضع المملكة السعودية لان في الخلاصة مؤشرات : مستقبل السعودية مضطرب وغير مستقر، لاسباب عدة تعكس التطورات العربية، وواقع السياسة الداخلية السعودية، والعلاقات مع الدول الإقليمية وعدم التكافؤ مع إيران وحديث عن دور مرتقب للشباب.... .
وفي هذا التقرير توصية : تغيير في السياسة الأميركية بإقامة علاقة يحكمها "البيزنس" ليس إلا.
فهل أدركت السعودية حجم التقارير الأميركية، ما يغير الاتجاهات؟ وهل تبدلت النظرة السعودية تحديداً تجاه سوريا؟ بغض النظر عن تسابق سعودي – قطري لقيادة الخليج والدول العربية، أم أن لا حاجة لا غربية ولا عربية للتدخل في سوريا، طالما أن البديل أحداث دموية في حمص توتر كل المحافظات السورية؟.
السوريون يأكلون في أيام الأزمة الآن كل أنواع الفاكهة ... فماذا سيأكل العرب؟.
عباس ضاهر
بقلم بقلم رئيس التحرير
12/16/2011 10:35:00 م.
قسم
اقلام وأراء
.
You can أكتب تعليقا لاتقرأ وترحلRSS 2.0