التقلبات الجوية تفضح ''المستور'' مرة أخرى

العثور على جثة كهل جرفته السيول بالعاصمة
الميترو تغمره المياه والترامواي حوّل العاصمة إلى مسبح
خلفت التقلبات الجوية التي مست عددا من ولايات الوطن خسائر مادية وبشرية، حيث توفي شخص بالجزائر العاصمة، بعد أن جرفته مياه السيول. وحسب مسؤول بخلية الاتصال بالمديرية العامة للحماية المدنية، فإن الأمطار مست سبع ولايات، منها العاصمة التي تدخل فيها أعوان الحماية عبر 20 بلدية، كما تسربت مياه الأمطار إلى محطات الميترو، وتسببت أشغال الترامواي في تحويل بعض أحياء العاصمة إلى مسابح.
مشاريع القرن أنجزت بعقلية ''البريكولاج''
الميترو تغمره المياه والترامواي حوّل العاصمة إلى مسبح 


 مرة أخرى عرت الأمطار ''البريكولاج'' الذي تنجز به المشاريع القاعدية، بعد أن غمرت المياه بعض محطات الميترو، وتسببت أشغال الترامواي، رغم أنها تشرف على النهاية، في تحويل بعض أحياء العاصمة إلى مسابح أولمبية.
تفاجأ زبائن ميترو الجزائر، صبيحة أمس، بتحول أغلب محطاته إلى مسابح، بعد أن تسربت إليها كميات معتبرة من مياه الأمطار التي تساقطت بكثـرة خلال 48 ساعة الأخيرة، ما دفع الشركة المسيرة لإيفاد عمال النظافة لمحاولة محو آثار ''الفضيحة''. تسرب المياه، لحسن الحظ، لم يمس مرافئ الركوب، حيث تركز على مستوى فضاءات بيع التذاكر. وتضررت محطات أكثـر من أخرى، بسبب عدم مراعاة بعض المقاييس لمنع المياه من دخول المحطات. وقال مصدر مأذون من ميترو الجزائر: ''المسؤولية الكاملة لا تقع على عاتق مؤسسة الميترو، لأن مشكل صرف مياه الأمطار ليس من مسؤولية الشركة''.
مشروع آخر للنقل الحضري بالعاصمة صنع الحدث، أمس وأول أمس، نظرا لتسببه في تحول بعض أحياء العاصمة إلى مسابح، ويتعلق الأمر بالترامواي، حيث عاش مثلا سكان بلدية حسين داي الأمرين خلال اليومين الأخيرين، بعد أن تحول شارع طرابلس، حيث لا تزال أشغال الترامواي متواصلة، إلى ''مسبح'' أولمبي بعد تهاطل كميات الأمطار الهائلة. وغمرت الأمطار بصفة كلية شارع طرابلس، ما جعل السير، سواء بالنسبة للراجلين أو أصحاب السيارات، أمرا شبه مستحيل. ورغم تراجع نسبة الأمطار، أمس، إلا أن الحركة ظلت جد صعبة على مستوى شارع طرابلس، في الوقت الذي كان عمال شركات الإنجاز وزملاؤهم من ''أسروت''، الشركة المكلفة بإعادة التهيئة، يحاول،ن إيجاد حلول ظرفية لتفادي عودة ''المسابح'' في حال استمرار تساقط الأمطار.


بسبب الأمطار الطوفانية
طوارئ في الحماية المدنية
 خلفت التقلبات الجوية التي مست عددا من ولايات الوطن خسائر مادية وبشرية، حسب مسؤول بخلية الاتصال بالمديرية العامة للحماية المدنية، حيث أن ولايات بومرداس وعين الدفلى وجيجل وتيزي وزو وغليزان ومستغانم شهدت تساقط كميات معتبرة من الأمطار التي تسربت إلى مختلف الأحياء السكنية.
أما في الجزائر العاصمة فقد تم إنقاذ 8 أشخاص كادت تغمرهم المياه. أما في بلدية باب الوادي، فقد سجلت مصالح الحماية المدنية لولاية الجزائر انهيار أسقف بعض الأبنية. كما تسبب فيضان وادي أوشايح بباش جراح في تسرب المياه إلى عدد من البناءات الفوضوية، في حين شهدت بلديات الدرارية والشرافة وبني مسوس انجراف التربة، ما أعاق حركة المرور طيلة نهار أمس. كما عرفت طرقات حي 1500 مسكن عدل ببلدية أولاد فايت، فيضانات جراء التساقط الغزير للأمطار التي تسربت كذلك إلى شقق بعض العمارات، خصوصا الواقعة منها في الطوابق العليا.
وفي بومرداس، قامت مصالح الحماية المدنية بامتصاص المياه المتسربة إلى عدد من المحلات التجارية والمنازل. ونفس الوضع عاشته ولايات تيزي وزو وغليزان ومستغانم وعين الدفلى وجيجل، التي سجلت بها عمليات امتصاص المياه من الأحياء السكنية وتخليص السيارات العالقة في الأوحال.
وأشارت الحصيلة الأولية المقدمة من طرف الحماية المدنية لولاية الجزائر، إلى أن تدخلاتها، خلال 48 ساعة الأخيرة، لإجلاء المتضررين، بلغ عددها 54 في 20 بلدية، تمكنت خلالها من إنقاذ 33 شخصا من الموت. وحسب ذات الحصيلة، فإن الأمطار الأخيرة كادت تودي بحياة 24 شخصا من باب الوادي، بعد أن انهارت أجزاء من بناياتهم التي يعود تشييدها إلى العهد الاستعماري، والتي صنفت لأكثـر من عشر سنوات في الخانة الحمراء، وقامت فرق الحماية المدنية بإجلاء 6 أشخاص بعد انهيار سقف منزلهم الواقع بشارع عسكري حسن، وإسعاف 6 آخرين بشارع عبد الرحمان توميات. كما تدخلت ذات الفرقة وقامت بإجلاء 12 شخصا حاصرتهم مياه الأمطار بمنازلهم المهددة بالانهيار، 6 منهم يقطنون بشارع لوني أرزقي والآخرون بشارع سعيد حرمل.


السيول تغمر ميناء خميستي في تيبازة

 أقدم صيادون وملاك السفن بميناء خميستي في تيبازة، أمس، على غلق مدخل ميناء خميستي، احتجاجا على الوضعية الكارثية للمرفأ. ودق الغاضبون ناقوس الخطر من استمرار مشكل التدفق المستمر لمياه الأمطار المصحوبة بالنفايات وأطنان الأتربة مباشرة في حوض ميناء الصيد. وهو ما زاد من توحل قاع الميناء وما سيلحقه من أضرار بقوارب الصيد وخسائر للخزينة العمومية.
عقب الاحتجاج الصباحي بميناء خميستي، تنقلت مجموعة من ملاك السفن وممارسي أنشطة الصيد البحري لطرح انشغالاتهم إلى السلطات الولائية، لحملها على اتخاذ الإجراءات الاستعجالية لحماية واجهة الميناء من السيول المتدفقة، منذ سنوات، من وادي خميستي نحو مياه حوض الرسو. وقال المحتجون، الذين قصدوا مكتب ''الخبر''، إن الوضعية الحالية للميناء تنذر بعواقب غير محمودة، خاصة أن بقاء الميناء دون مشروع حماية لتحريف مسار مياه الأمطار سيضاعف من فاتورة الخسائر.


العثور على جثة كهل جرفته السيول بالعاصمة

 عثـرت مصالح الحماية المدنية لولاية الجزائر، منتصف نهار أمس، على جثة المفقود بونقيب نور الدين بشاطئ الرمال ''الصابلات''، بعد أن فقد ليلة أول أمس إثـر سقوطه في وادي أوشايح خلال الأمطار الغزيرة التي تهاطلت.
لما وصلنا إلى حي ''قصبار دبروني''، كان الطريق الرابط بين حي ''لافلاسيار'' وباش جراح مغلقا بواسطة العجلات المطاطية والمتاريس منذ ليلة الحادثة، في وقت كانت وحدات الحماية المدنية تواصل عمليات البحث عن المفقود، ويتعلق الأمر بالمدعو بونقيب نور الدين، 52 سنة وأب لأربعة أطفال.
وقالت زوجة الضحية إنه ''ذهب إلى مركز الأمن ليستدعي الحماية المدنية بصفته رئيس لجنة الحي، بعد أن غمرت المياه بعض المنازل بفعل ارتفاع منسوب المياه بـ4 أمتار''. تمسح محدثتنا دموعها وتواصل سردها: ''بمجرد خروجه سمعت صياحا، ولما استفسرت من الجيران لم يخبروني، إلى أن جاءتني جارة وأخبرتني بأن زوجي سقط في الوادي''.


خط أخضر للسائقين
 للحد من حوادث المرور التي تقع جراء الاضطرابات الجوية، دعت مصالح الأمن الوطني مستعملي الطريق العمومي، لاسيما فئة سائقي الشاحنات الثقيلة، المركبات والدراجات النارية، إلى ضرورة توخي الحيطة والحذر أثناء القيادة مع بداية تساقط الأمطار، بتخفيض السرعة بالشكل الذي يمكّن من السيطرة على المركبة، والتقيّد بترك مسافة الأمان ما بين المركبات والابتعاد عن التتابع القريب والإفراط في السرعة، مع وجوب التأكد من جودة الإطارات ونظام الفرامل وجاهزية الأضواء، خصوصا في ساعات الليل والصباح.
كما طالبت السائقين بالحذر على مستوى المنحنيات والمنعطفات والأماكن التي يتشكل فيها الضباب، وذلك بسبب تدني مستوى الرؤية الأفقية، داعية إياهم إلى المزيد من التركيز عند دخول المناطق الحضرية، من خلال الالتزام بإشارات المرور والخطوط المرسومة في الطريق، وكذلك الإشارات التي تحدد الاتجاهات، ملحة على إلزامية التقيد بالسرعة الواجب اتباعها داخل التجمعات السكنية. وطلبت مصالح الأمن من الراغبين في طلب التوجيه والمساعدة، الاتصال بمختلف هواتف مقرات الأمن الوطني المتواجدة إقليميا أو عبر الخط الأخضر .1548

بقلم بقلم رئيس التحرير 11/23/2011 11:19:00 م. قسم . You can أكتب تعليقا لاتقرأ وترحلRSS 2.0

فيديو الاسبوع

إخترنا لكم

2010 BlogNews Magazine. All Rights Reserved. - /تعريب وتطوير/شباب من أجل الجزائر