الصفقة الخاسرة ضد ليبيا - محمود عبد اللطيف قيسي
عربي دولي 3/14/2011 02:59:00 م
![]() |
| محمود عبد اللطيف قيسي |
مدونة الاحرار :
محمود عبد اللطيف قيسي..
قبل حوالي ( 800 ) عام تقريباحكم في مصر الملك الكامل الأيوبي والذي امتد حكمه بين الأعوام 1218م ـــ1238م ، حيث تعتبر فترة حكمه رغم قصرعمرها الزمني من أطول وأسوء فترة حكمشهدتها مصر وباقي الأمصار العربيات الإخرى والتي كانت خاضعة بإكثريتهالحكم أبناء عمومته من الأيوبيين ، عدا بغداد التي كانت ما زالت خاضعة لحكمآخر الخلفاء العباسيين المستعصم بالله والذى امتد حكمه بين الإعوام 1213مـــ 1258م ، فقد تميز حكم الملك الكامل الأيوبي بالتآمر المتواصل معالصليبيين على الأمن القومي العربي الإسلامي ، تمثل بتحريضه الصليبيين علىانهاء واجتثاث حكم الإيوبيين الآخرين في أمصار بلاد الشام ، وكان من أخطرما قام به نظير بقاء حكمه واستمرار حكم أسرته لمصر تسليمه لبيت المقدس دونقتال للصليبيين ، وموافقته على تدمير مدينة عسقلان الفلسطينية الجنوبيةوالتي كثيرا ما اربكت الزحف الصليبي على مصر وهزمته قبل وصوله إلى سيناءالذهبية .
ومن جهة أخرى فإنّ آخر الخلفاءالعباسيين الذي اقتصر حكمه على بغداد وجوارها كان قد تعرض والدولةالعباسية لأخطر خيانة شهدها التاريخ تذكرنا بخيانة المعارضتين العراقيةوالليبية المستقوية بالأجنبي والمطالبة بشغف لاستعمارالوطن العربي ، كانبطلها الوزير الأول في البلاط العباسي المدعو أبن العلقم ، حيث حرض وطلبمن التتار بقياده هولاكو دخول العراق لتخليص الشعب العربي فيه من حكمالعباسيين الجائر كما وصفه ، زد عليه طلبه من القائد التتري هولاكو بعدانتصاره ودخوله بغداد وتدميرها وحرقها أن يقوم بقتل الخليفة المستعصم تحتتهمة الخيانة العظمى ونهب أموال الدولة ، وهو ما سجله التاريخ على الخائنابن العلقم ولم يرحمه .
وقبل أقل من قرن من الزمان تعرضالقائد العثماني المسلم عبد الحميد الثاني لأبشع مؤامرة اشترك بصناعتهاالصليبيين الجدد في روسيا وبريطانيا وفرنسا مع المعارضين الترك اللذينجلبوا الاستعمار الغربي للبلاد العربيات والخزي والعار لتركيا التي نقلوهامن العثمانية الإسلامية إلى التركية العلمانية ، حيث حوكم هذا السلطانالمسلم لرفضه الديمقراطية الغربية في بلاده ، مع أن الحقيقة كانت لرفضهإعطاء فلسطين لليهود ليقيموا عليها دولتهم ، مع المفارقة أنّ الشعوبالعربية في تلك الفترة أيدت الحكم بالإعدام وحرضت عليه .
وقبل سنوات خاطب الزعيم العراقيالعربي القومي ( صدام حسين ) الشعوب والنظم العربية بأنهم عرضة للاستعمارالجديد وللذراع الأمريكية المحطمة للقومية العربية ، وبأنّ المثل العربيالقائل ( أكلت يوم أكل الثور الأبيض ) سيصيبهم من بعده ، حيث سجل التاريخالحديث إعدام أول رئيس عربي صباح يوم النحر العظيم بعد محاكمة صورية بطلبوتنفيذ من المعارضة العراقية المصنوعة بالخارج الغربي ، وذلك ليس إلا بسببقصفه لإسرائيل وتهديده لأمنها وللأمن القومي الإمريكي .
وما أشبه الأمس باليوم ، حيثدويلة قطر المدعية الإسلامية باتجاه ، والراكبة لموجة القومية والمقاومةباتجاه آخر ، والمنفذة للاستراتيجيات الغربية والصهيونية بكلتا الحالتين ،قيامها وعلنا بقيادة ملف تغيير الأنظمة العربية من الداخل العربي لصالحالخارطة الجديدة المرسومة للعالم العربي ، ولعبها لدور العميل العربيالمخلص لسيده ، نظير ابتعاد إسرائيل عن لقب شرطي المنطقة لرفضه تكتيكيا منقبل الكثير من الأطياف العربية العميلة للغرب ، كما وتحريضها علنا باقيدول مجلس التعاون العربي وجامعة الدول العربية ومجلس الأمن والاتحادالأوروبي على قصف ليبيا وحرقها وتدميرها ، إضافة لنقل الطائرات القطريةللأسلحة المحظورة والمتطورة لأطراف المعارضة الليبية العابثة في أمن الوطنالليبي ، تشابها وتقليدا للطائرات الأمريكية والإسرائيلية التي نقلتالقنابل الفسفورية لقتل الشعب الفلسطيني في غزة ، من مستودعات القواعدالأمريكية المهددة للنفط وللأمن القومي الخليجي خاصة والعربي عامة .
أما لماذا نجحت قطر في مسعاها فيكثير من الأوقات والمجالات والساحات وحتى في بعض الشارع العربي ، وفي حرفبوصلة مجلس التعاون الخليجي لاستعداء ليبيا ، مع أنّ أكثر نظمه مستهدفة منالحركات الإحتجاجية المشروعة ومن التحركات الإنقلابية المرفوضة بالمطلق منالجميع ؟؟؟ ، والجواب المعروف الذي لا يمكن لأحد إبطاله أنّ هناك صفقةكبيره ضمنتها قطر مع الجانبين الأمريكي والإسرائيلي من جهة ومع الإيرانيينمن جهة أخرى ، وهي أن يقوم مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربيةبالموافقة والطلب من مجلس الأمن التدخل العسكري في ليبيا وأقلها فرض منطقةحظر جوي عليه ، مقابل تعهد قطر والإعلام القطري بعدم تغطية الأحداثالإحتجاجية أو الإنقلابية في دول مجلس التعاون الخليجي خاصة في عمانوالبحرين وفي شرق السعودية التي يقوم السكان الشيعة بإحداثها ، عدا اليمنخاصرة السعودية والخليج الجنوبية الشرقية المستهدفة من بعض الخليجيينوالتي تعتبر الخرزة الرابعة المخطط لإسقاطها في النظام العربي .
فقد نجحت قطر في مساعيها بادئ ذيبدئ لدى جامعة الدول العربية ، التي وفي سابقة خطيرة ألغت نظاما عربيالصالح معارضين دون الاستناد على أي أسس قانونية أو شرعية ، مقابل حساباتمصرفية كبيرة وضعت في صندوق الجامعة العربية وفي حسابات بعض مسؤوليهاالكبار اللذين يودون أن تكون لهم بصمات قادمة في بلادهم حال عودتهم إليهابعد أن تم تلميعهم قطريا ووصفهم بالقادة الثوار ، وبمقدمتهم عمرو موسىالمرسوم أمريكيا لرئاسة مصر بعد فشلهم بتسويق البرادعي .
أما أخطر ما قامت به قطر الدويلةوالحكم ، فهو نجاحها باستقطاب مجموعة من المحللين السياسيين والعسكرييناللذين يتباهون بمقدرتهم على التحليل الإستراتيجي ، مع أنهم عندما كانواقادة في الجيوش العربية أوصلوا مصر وباقي الدول العربية للهزيمة في حرب1967م ، إضافة للمفكر العربي الكبير كما تصفه الحامل للجنسيات الإسرائيليةوالقطرية الألمانية ، والذي يتنقل كثيرا بين القومية والإسلامية كما تريدوترغب قطر ، مقابل رواتب شهرية مغرية أو عشرات الآلاف من الدولاراتيتلاقاها هو وغيره نظير الحلقات التلفزيونية التي يسجلونها .
والنجاح الأخطر الكبير الذيسجلته دولة قطر تمكنها من صناعة رأي عام عربي في الشارع العربي ساهمتبصقله كثيرا قناة الجزيرة ، والتي أقنعت شبابه المغرر بهم بأنهم المقدماتالثورية للتغيير نحو الحرية والديمقراطية الجديدة ، مستخدمة ألفاظ غريبةكمصطلح الثورة التحرير ، وهي المصطلحات التي يجب ألا تستخدم إلا في وجهالمستعمر أو في وجه الحكام العملاء التي تحتضن دولهم القواعد الأمريكةوالغربية كقطر بالتأكيد .
فالهجمة الشرسة التي تتعرض لهاليبيا اليوم من قوى وأطراف كثيرة مع انكشاف هدفها ، لا تعفي النظام الليبيمن مسؤولياته تجاه شعبه والذي يجب أن يهتم بهم وبأحوالهم المعيشيةوحاججاتهم الإنسانية والسياسية ، فحضن الشعب الليبي هو الحامي للوطنوحدوده ، وسواعده هي التي تحطم المحاولات الاستعمارية الجديدة الساعيةللنفط الليبي والهادفة لاستعمار الشعب الليبي ومصادرة أمكاناته وقراراته ،كما أنّ ذلك يجب أن يكون الدرس المستوحى لجميع النظم العربية المستهدفةواحدة بعد الأخرى بالإلتفات لحاجات شعوبها وخاصة للشبابية منها .
كما أن هذه الهجمة الشرسة علىليبيا يجب أن تقنع كافة الأنظمة العربية أنّ المد الصهيوني والغربي والشرقالأوسط الأمريكي الجديد والآخر الإيراني الإسلامي الشيعي والعمالة القطريةلإسرائيل والغرب لن تستثني أحدا منهم ، حتى لو قدموا النظام والشعب الليبيقربانا للمقصلة الإمريكية والغربية والإسرائيلية ، وافتداءا ونجاة منالهبة الشيعية الزاحفة الراغبة بتحطيم النظم العربية السنية .














