نعم للحوار .. لا للعنف

بات واضحاً بعد أن امتدت حركةالاحتجاجات الشعبية المطالبة بالإصلاح السياسي والاقتصادي ومحاربة الفسادإلى أكثر من بلد عربي أن التعامل الأمني مع هذه الحركات الاحتجاجية يزيدمن أوارها فكلما استشرت السلطات في استخدام العنف في مواجهتها ارتفع سقفمطالب المحتجين وزادت الاحتجاجات لتشمل مدناً ومناطق أخرى لم تكن لتنضمربما إلى الاحتجاجات لو جرى التعامل مع الاحتجاجات الأخرى بطريقة سلميةوالدعوة إلى الحوار والإنصات إلى مطالب الناس الذين لم يكونوا ليخرجواكاسرين حاجز الخوف لولا أن السيل قد بلغ الزُّبى وأصبح الحصول على لقمةالعيش والحياة الحرة الكريمة حقاً يكاد يكون شبه مستحيل الحصول عليه.
الكلمة التي تختصر واقع العالم العربي هذه الأيام أنه"يشتعل" والتعامل معه بلغة العنف والموت والرصاص يزيد الأحداث اشتعالاًويزيد الأمور تفاقماً فمشهد الدماء يزيد من الدماء والشعوب يمكن أن تنكسرتحت وطأة العنف الذي لا طاقة لها بمواجهته لكنها أبداً لن تنسى قضيتهاوالدماء التي سالت في شوارع مدنها مما يجعل استكانتها لو حصلت مؤقتة إلىحين يكون الانفجار أكبر وأوسع وأشمل.
إن مواجهة حركات الاحتجاجات الشعبية التي هي حركات مطلبيةجماهيرية محقة يكون باستخدام لغة الحوار والدعوة للبحث في مطالب المحتجينوالمسارعة في إجراء إصلاحات جذرية في الأوضاع السياسية والاقتصادية تلبيمطالب الشارع وتحقق تطلعاته في الحياة الحرة الكريمة.
لا يعقل أن تتوقع السلطات العربية الحاكمة أن تقبل الشعوبمبدأ الحوار والتهدئة في ظل أزيز الرصاص الذي يحصد أرواح المحتجين وفي ظلأعمال البلطجة واستخدام المرتزقة والمأجورين لاحتلال الساحات العامةوإرهاب الأهالي والمحتجين .
ما يجب أن تدركه السلطات الحاكمة في البلاد العربية أن حقالناس في التجمع والتظاهر السلمي والتعبير عن مطالبهم حق مشروع كفلتهالشرائع السماوية وكفلته القوانين والدساتير والتشريعات الدولية وأن أياعتداء على هذه الحقوق اعتداء على الإنسان وكرامته وحريته.
إن تمكين الناس التي أصبحت تعي وتدرك حقوقها من المشاركة فيصنع القرار في بلادها وفي رسم مستقبلها والإيمان بحقها في الحياة الحرةالكريمة هو المخرج الحقيقي من هذه الأزمة التي تعصف بالعالم العربي وهوالوصفة الحقيقية للسير بدولنا إلى شاطئ الأمان.

بقلم بقلم رئيس التحرير 3/14/2011 02:10:00 م. قسم . You can أكتب تعليقا لاتقرأ وترحلRSS 2.0

فيديو الاسبوع

إخترنا لكم

2010 BlogNews Magazine. All Rights Reserved. - /تعريب وتطوير/شباب من أجل الجزائر