تركيا التي لم تثأر من إسرائيل تستأسد على سوريا
Posted by بقلم رئيس التحرير
سياسة
6/26/2012 07:30:00 م

بعد صمت مريب لازمته لأشهر طويلة على الساحة الإقليمية، تعود تركيا إلى الواجهة هذه الأيام لتحاول أن تلعب الأدوار الأولى في الأزمة السورية، بل وتسعى لتكون المبادرة إلى إشعال فتيل الحرب المنشودة، أو على الأقل الاستئثار بالقوى الدولية لكسر شوكة النظام السوري، بعد حادثة إسقاط الطائرة التركية على السواحل السورية. فذهبت في أول يوم، لتشتكي أمرها لمنظمة حلف شمال الأطلسي التي هي عضو فيها ـ وتنسى الناس ذلك. وكما لو أن كل شيء مبرمج سلفا، شرع الحلف في اجتماعه الطارئ في اليوم الموالي في بروكسل للنظر في القضية. وفي انتظار قرارات الإجتماع، ليس من المستبعد أن يعطي القضية بعدا كبيرا، وقد يقدّم الذريعة التي تبحث عنها واشنطن منذ زمن لإعلان التدخل في سوريا بشكل من الأشكال، بعد عجزها عن افتكاك الضوء الأخضر من مجلس الأمن الدولي، بسبب الموقف الروسي والصيني.
يخرج إلينا إذن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، بعنترياته البالية المخادعة، ويحذر من أن تركيا لن تسكت أمام اعتداءات سوريا وأنها سترد "بحزم" على أي محاولة جديدة، كما لو أن سوريا هي الطرف المعتدي في هذه الصراع الذي أغرقت فيه منذ عام. كيف سيكون الرد وتحت أي غطاء؟ وماذا ستكسبه تركيا "الرجل المريض" من حرب على جار مستنزف ومعزول؟ ربما الحسابات الجيوستراتيجية الطبيعية التي تربطها بحلف الشمال الأطلسي وبالقوى الغربية عموما، أو رغبة في العودة إلى الهيمنة التاريخية على المنطقة العربية... لكن بأي وجه سيقابل رجب طيب أردغوان الرأي العام العربي، هو الذي خاب ظن العرب والمسلمين ذات يوم من عام 2010، لما هدد بالرد على الاعتداء الاسرائيلي الموصوف على سفينة "الحرية" التي كانت متوجهة إلى قطاع غزة في محاولة ـ أدركنا الآن أنها لعبة استخباراتية لكسب تعاطف العرب ليس إلا في انتظار طعنهم من الخلف ـ لكسر الحصار على القطاع، يوم قتل على متنها 9 وأصيب 26 من "المتضامنين"، وإلى اليوم لم ينفذ وعده ولم يرد شرفه الذي أغمسته اسرائيل في الوحل

بقلم بقلم رئيس التحرير
6/26/2012 07:30:00 م.
قسم
سياسة
.
You can أكتب تعليقا لاتقرأ وترحل
RSS 2.0