ساركوزي يتطاول على الجزائر

عاد رئيس فرنسا اليهودي نيكولا ساركوزي لممارسة هوايته في استفزاز الجزائريين، حين راح يتطاول بكل وقاحة على سيادة بلادهم، متقمصا دور "شرطي وقاضي العالم"، عندما دعا الجزائر إلى "طرد" أفراد عائلة العقيد الليبي الهارب من أرضها، وهي الدعوة الوقحة التي تعد اعتداء سياسيا صريحا على سيادة الدولة الجزائرية.
ويبدو أن أول رئيس يهودي للجمهورية الفرنسية لا يعرف أن الجزائر لم تعد مستعمرة فرنسية، وإلا فبماذا يمكن تفسير وقاحته الجديدة التي منحته الجرأة على الإدلاء، خلال زيارته لليبيا، بتصريحه الذي دعا من خلاله البلدان التي تأوي أفرادا مطلوبين من طرف القضاء الليبي إلى طردهم؟ فهل لبس "ساركو" جبة القاضي الأول في الكرة الأرضية، أم أصبح زعيما للدولة الليبية وناطقا باسمها؟..
الحقيقة أن ساركوزي عبّر من خلال تطاوله على سيادة الجزائر عن سوء تكوينه السياسي وعن صلفه وعنجهيته واستخفافه ببلد الشهداء الذين لقنوا آباءه وأجداده درسا لن ينسوه إلى يوم الدين.
وردا على وقاحة ساركوزي، قالت الباحثة بالمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية السيدة منصورية مخفي أن القانون الدولي لا ينص على طرد الأشخاص الذين يجري البحث عنهم في بلدانهم الأصلية بمجرد طلب من قائد أجنبي.
وذكرت السيدة مخفي في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أنه "من وجهة نظر القانون الدولي لا يحق لقائد أجنبي إطلاق نداء من هذا النوع بخصوص مواطني بلد آخر مهما كان" متسائلة في الوقت ذاته عن مدى احترام القانون الدولي في حالة ليبيا.
وأضافت قائلة "بعد ذريعة حماية المدنيين وقصف الناتو والبحث عن القذافي وأفراد عائلته يتم حاليا تقاسم الكعكة وساركوزي يريد أن يجعل نجاحه الدبلوماسي والعسكري يتحول إلى نجاحا اقتصاديا وماليا".
وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد دعا خلال الزيارة التي أجراها إلى ليبيا "كل الدول التي تستضيف الليبيين الذين يجري البحث عنهم إلى تسليمهم".
وفي ردها عن سؤال حول إمكانية الرئيس الفرنسي احتلال مكانة الطرف الليبي وإطلاق هذا النداء أشارت الخبيرة في العلاقات الدولية أن "المجلس الوطني الانتقالي مدين بوجوده ونجاحه لفرنسا التي كانت السباقة في الاعتراف به لكن المعارك لم تنته بعد في ليبيا ومقاومة الموالين للقذافي تظهر أن هناك حرب أهلية لم تنته بعد".
وأضافت قائلة أن ساركوزي أراد أن يقول أن فرنسا وبريطانيا حررتا ليبيا مؤكدة "لا يجب أن ننسى بأن المجلس الوطني الانتقالي كان يبحث عن الدعم الفرنسي وهو يعترف بذلك ويقدم الهدايا كما عزل روسيا".
وأكدت في الأخير أن "هناك الكثير من الأشياء سيتم اكتشافها بخصوص العلاقات بين فرنسا والمجلس الوطني الانتقالي وطبيعة الاتفاقات التي أبرمت بنيهما".
وفي سياق آخر، اكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، خلال زيارتهما الخاطفة إلى طرابلس، ان ليبيا ستبقى تحت وصاية فرنسا وبريطانيا اللتين تعتزمان التأسيس لعلاقة طويلة الأمد مع السلطات الليبية الجديدة، وشددا في الوقت نفسه على مواصلة الحملة العسكرية لحلف شمالي الأطلسي على ليبيا بدعوى أن 15 بالمائة من قوات معمر القذافي ما زالت فاعلة، في حين أعلن المجلس الوطني الانتقالي دخول قواته مسقط رأس القذافي في سرت.

بقلم بقلم رئيس التحرير 9/16/2011 07:44:00 ص. قسم . You can أكتب تعليقا لاتقرأ وترحلRSS 2.0

فيديو الاسبوع

إخترنا لكم

2010 BlogNews Magazine. All Rights Reserved. - /تعريب وتطوير/شباب من أجل الجزائر