تطورات ميدانية حاسمة في سورية .. بقلم : غالب قنديل

شام برس تلاحقت التطورات الميدانية في سورية على نحو يشير إلى تقدم كبير في مكافحة التمرد المسلح و الحرب على الإرهاب.ثمة مؤشرات وعوامل عديدة تؤكد حصول تحول كبير في توازن القوى وفي البيئة السياسية السورية لصالح الدولة الوطنية ، على الرغم من مناخ التهويل ومن التهديدات المستجدة بالعدوان العسكري ، ومن العمليات الدعائية الأمنية في العاصمة ومحيطها والتي تهدف جميعا إلى رفع معنويات العصابات في المعاقل المحاصرة و النيل من الحالة المعنوية للشعب . أولا: حققت القوات العربية السورية تقدما بارزا في تطهير مدينة حمص من العصابات المسلحة وبالذات في الموقعين الأساسيين اللذين تحصنت فيهما العصابات بعد معركة بابا عمرو ، الخالدية و باب سباع ، حيث التزمت الدولة السورية منذ 12 نيسان بوضع دفاعي وأوقفت عملياتها الهجومية و اكتفت بمنع تمدد المسلحين بالتزامن مع انتشار المراقبين الدوليين و بالرد الموضعي على اعتداءاتهم.خلال الأسابيع الماضية خرج السكان من الأحياء التي يسيطر عليها المسلحون وقام المئات من عناصر العصابات المسلحة بإلقاء أسلحتهم وتسليم أنفسهم للمؤسسة الوطنية الأمنية واستفادوا من فرص العفو التي أمنها قرار القيادة السورية في معالجة التمرد المسلح. ثانيا التقدم في تحرير أحياء مدينة حمص من العصابات يمثل حلقة مركزية في حسم المعركة على الأرض و يستكمل إنجاز بابا عمرو و هو لم يكن يتيما ، فقد أحبطت خلال الأسبوع الماضي مجموعة من عمليات التمرد والهجمات الكبيرة التي قامت بها العصابات المسلحة بمشاركة مئات الإرهابيين من غير السوريين الذين قدموا عبر الحدود من تركيا ولبنان ، وهذه الهجمات التي تركزت في ريف دمشق وفي أطراف محافظة اللاذقية ، أسفرت عن معارك عنيفة انتهت لتوقيف وموت المئات من المسلحين .تلك العمليات الهجومية التي شنتها العصابات ، كانت منظمة في توقيتها بإشراف وتنسيق المخابرات الأجنبية التي حددت ساعة الصفر ودفعت بحشود من المسلحين إلى التجمع بعد تسللها من الخارج ، وانضمامها إلى عدد من الخلايا والشبكات النائمة في المناطق المستهدفة وبصورة خاصة أطراف مدينة دمشق ، وقد تبين بالوقائع غير المعلنة حتى الآن أن يقظة المؤسسة الأمنية الوطنية سمحت باعتلام هذه الخطة ومسار تنفيذها مسبقا وبإعداد الخطوات الميدانية التي أدت إلى اصطياد الجماعات المتسللة والمجموعات المتحركة في الداخل وهو ما سدد ضربة قوية للعصابات المسلحة ستظهر نتائجها قريبا. ثالثا التحول الميداني الكبير والمهم الذي حققته القوات العربية السورية هو فرض السيطرة إلى درجة متقدمة جدا تتخطى 80 % على الحدود السورية وحيث باتت معظم عمليات التهريب والتسلل تنتهي إلى قتل وتوقيف أفراد الجماعات المتورطة في هذا النوع من العمليات وقد جرت معارك ضارية على الحدود التركية كان بنتيجتها منع تسلل حشد من المقاتلين بينهم من يحملون جنسيات عربية مغربية وخليجية وسقط قتلى وجرحى وموقوفون في عدادهم وكذلك الأمر على الحدود مع لبنان حيث تزايدت عمليات التهريب الفاشلة مؤخرا مع سيطرة القوات السورية على المسارب المعتمدة من قبل شبكات تهريب الأموال والأسلحة.هذا التطور من شأنه خلال الأسابيع القادمة أن ينعكس مباشرة على أحوال العصابات المسلحة على الأرض السورية سواء بفعل شح الإمدادات بالأسلحة والذخائر والأموال من الخارج أو بفعل الحالة المعنوية الناتجة عن انهيار معاقل أساسية على الأرض وتزايد أعداد الذين يلقون أسلحتهم ويستسلمون للسلطات السورية.كما أن التقدم الذي حققته المؤسسة الأمنية الوطنية لا ينحصر فقط بالحد من عمليات التهريب بل أيضا ظهرت خلال الأسابيع الماضية عمليات متقنة ومتميزة في مطاردة شبكات الإرهاب من خلال اكتشاف مخابئ وأوكار وخلايا إرهابية ، وعبر وضع اليد على بعض الهجمات الانتحارية والتفجيرات المعدة قبل تنفيذها، وهذا ما يفيد بان الدولة الوطنية حققت تطورا في الحرب على الإرهاب التكفيري والقاعدي من شأنه أن ينعكس في المستقبل القريب على الوضع الأمني العام في البلاد.إن الحرب مع الإرهاب طويلة ومئات المحاربين الذين أدخلوا إلى سورية لا بد وان تتواصل المواجهة معهم لفترة قادمة حتى لو أنجزت عملية تصفية و تفكيك التمرد المسلح و هي سوف تستغرق وقتا غير قصير وكلما واصلت المؤسسة الأمنية الوطنية الإمساك بزمام المبادرة في عملياتها الاستباقية لتفكيك الشبكات أمكن خفض الكلفة التي تدفعها سورية ثمنا لهذه الحرب. رابعا إن التحول النوعي الأهم في مقاومة سورية للحرب العالمية التي تستهدفها هو بالذات التطور في الموقف الشعبي الرافض للتمرد المسلح وللإرهاب ، وهذا ما يلاحظ في جميع المناطق التي تواجه فيها العصابات المسلحة حالة من الرفض من جميع الأوساط الشعبية التي تنبذ التطرف الطائفي والإرهاب والعنف ، وقد انتقل المواطنون السوريون في العديد من الأرياف إلى مجابهة العصابات المسلحة ونبذ عناصرها اجتماعيا ، حيث استطاعوا ، وهم يتعاونون مع السلطات السورية في الإرشاد إلى الأوكار والمخابئ ، وحيث يسيطر المسلحون يطالب الأهالي دولتهم الوطنية بإدخال الجيش وحسم الأمور لحمايتهم ولتأمين حياتهم الطبيعية وقد بات التمرد المسلح في نظر الغالبية الشعبية السورية الساحقة عملا تدميريا وعبثيا لا يتسم بأي حصانة أخلاقية أو سياسية بعدما بات شعار المعارضات المكونة لمجلس اسطنبول هو المطالبة باحتلال سورية وغزوها عسكريا من قبل الحلف الأطلسي.إن بعض سكان الأرياف الذين استغلت مشاكلهم واستمالتهم الجماعات المسلحة والمعارضة في بداية الأحداث ينتقلون إلى صف الدولة الوطنية ويتزايد مسار الانكفاء الواضح لهذه الشريحة من الشعب السوري التي أغوتها قبل أشهر عديدة شعارات الحرية والإصلاح فإذا بها لا تجد أمامها سوى اللصوص والمهربين وقطاع الطرق ومرتكبي المجازر و منفذي جرائم الخطف و الابتزاز. خامسا على الرغم من مناخ التهويل السياسي والإعلامي فقد نجح الإعلام الوطني السوري في تفكيك الدعاية المضادة وفي إظهار طبيعة العصابات المتحركة على الأرض وفي فضح أهداف الحرب على سورية مستندا إلى حقيقة الخطوات السياسية والدستورية التي اتخذتها الدولة وإلى الالتفاف الشعبي المتصاعد حول الجيش العربي السوري والدولة الوطنية السورية و كذلك إجماع السوريين على رفض الفتنة والحرب الأهلية والتقسيم.المحطات التي اجتازتها الأحداث مؤخرا منذ مجزرة الحولة التي نفذتها العصابات الإرهابية تشهد للإعلام السوري بأنه نجح في عرض الوقائع بسرعة مقبولة وبفاعلية تركت أثرا مهما في تماسك الموقف الشعبي الداعم للدولة الوطنية والمطالب باستعجال إنهاء التمرد واستعادة الاستقرار في المناطق المضطربة.من الواضح أن الحلف الاستعماري وأدواته الإقليمية مصمم على مواصلة تخريب العملية السياسية في سورية ومنع الوصول بمبادرة أنان إلى بند إلقاء السلاح والحوار ولكن المعادلات المتحركة تشير إلى أن الدولة الوطنية السورية تنتقل إلى موقع المبادرة في هذا الفصل من مقاومة الحرب العالمية وهي تستعد لفرض وقائع جديدة سيكون لها تأثيرها الحاسم على مسار الأوضاع داخل سورية وفي المنطقة برمتها وكذلك لها انعكاسها على التوازنات الدولية والإقليمية الجديدة التي أطلت من نافذة الصمود السورية في مقاومة العدوان والتخريب. وكالة اخبار الشرق الجديدالاراء المنشورة تعبر عن راي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن راي الموقع الأربعاء 13-06-2012

بقلم بقلم رئيس التحرير 6/13/2012 11:29:00 م. قسم . You can أكتب تعليقا لاتقرأ وترحلRSS 2.0

فيديو الاسبوع

إخترنا لكم

2010 BlogNews Magazine. All Rights Reserved. - /تعريب وتطوير/شباب من أجل الجزائر