ساركوزي "يلعب" بمشاعر الجزائريين

لم يتردد الرئيس اليهودي للدولة الفرنسية في العودة إلى ممارسة هواية استفزاز الجزائريين والعبث بمشاعرهم واللعب على أعصابهم، وبلغت حماقته أوجها وهو يتحرك يمينا وشمالا لإقناع الفرنسيين بانتخابه لعهدة جديدة على رأس فرنسا التي شوّه الكثير من القيم التي تزعم أنها تدافع عنها، حيث وجد من الوقاحة الصهيونية التي يبدو أنه استمدها من جذوره ما يكفي ليساوي بين الحركى اللئام الذين خانوا بلادهم وباعوها بثمن بخس، وبين المجاهدين والشهداء الشرفاء الذين ضحوا بالنفس والنفيس من أجل استقلال الجزائر. ولم يجد اليهودي "ساركو" من وسيلة يستميل بها ما تبقى من حركى سوى رفعهم، وهم الحقراء، إلى مصاف المجاهدين والشهداء، حيث دعا في حوار صحافي مع جريدة "نيس ماتان" الحركى وفرنسيي الجزائر إلى عدم التصويت لصالح الجبهة الوطنية لأنها لن تحميهم ـ حسبه ـ من الأزمة ولن تخلق لهم فرص عمل جديدة، مدعيا أن هاتين الفئتين "وقعتا ضحية نهاية الاستعمار وينبغي أخذ معاناتهم بعين الاعتبار". وتطرق ساركوزي المترشح الضعيف للرئاسيات الفرنسية ـ حسب نتائج آخر استطلاعات الرأي في دولته ـ إلى أوضاع "الحركى" -وهم الجزائريون الذين خانوا بلادهم وخدموا بكل حقارة إلى جانب الجيش الاستعماري الدموي الفرنسي خلال حرب التحرير - ووصفها بالصعبة، مساويا بينهم وبين أسيادهم المجاهدين بقوله: "طبعا الحركى وفرنسيو الجزائر وقعوا ضحايا هذه الفترة من التاريخ، لكن يجب أن لا ننسى أن الجزائريين الآخرين عانوا هم أيضا من هذه الحرب"، مضيفا أن "الحرب بين الجزائر وفرنسا جزء من تاريخنا المشترك ولا يمكن لأحد أن يمحيه" وأضاف المرشح اليهودي لرئاسة فرنسا لعهدة جديدة "لقد وضعناهم –الحركى وفرنسيي الجزائر- في أحياء شعبية وطلبنا منهم أن يصمتوا ولا يتحدثوا عن ظروفهم الاجتماعية والمعيشية ولا عن ذكرياتهم، لذا أنا هنا لأقول لهم أن تاريخهم هو جزء من تاريخ بلادنا وعلينا احترام ذاكرتهم". وبخصوص الوعود التي قطعها ساركوزي لهاتين الفئتين من الشعب الفرنسي، في خطاب ألقاه في مدينة تولون –جنوبي فرنسا- في 2007، منها اعتراف الدولة الفرنسية رسميا بما يسمى بمعاناتهم إبان الحرب، صرح المرشح اليهودي إنه "لا يزال متمسكا بمحتوى هذا الخطاب ولن يغير منه كلمة واحدة، مشيرا أن فرنسا كانت قوة استعمارية وأن الحركى وفرنسيي الجزائر وقعوا ضحية نهاية هذا الاستعمار، داعيا كل فرنسي إلى أخذ معاناتهم بعين الاعتبار". وبكل وقاحة، تساءل ساركوزي: ما هي مسؤولية فرنسا؟ هل لكونها كانت في السابق دولة استعمارية أم لكونها اختارت أن تنهي الحقبة الاستعمارية في الجزائر مثل غيرها من القوى الاستعمارية الأخرى في العالم. وأضاف ساركوزي: "لا يمكن أن نتهم فرنسا بجميع الذنوب، فهي تعترف فقط بتاريخها، لا أقل ولا أكثر"، وذلك في إشارة واضحة منه إلى رفضه الاعتذار عن جرائم بلاده الدموية في الجزائر. وبعد الإشارة.. جاء التصريح المباشر من اليهودي ساركوزي الذي أكد مجددا رفض فرنسا تقديم الاعتذار للجزائر بسبب عدوانها الاستعماري عليها، مشيرا إلى أن العمليات العسكرية التي قامت بها في هذا البلد، كانت قرار الجمهورية الفرنسية وتحت إشراف حكومات شرعية وديمقراطية متعاقبة. "ساركو" قال بالحرف الواحد: "نعم كان هناك تجاوزات كبيرة من الطرفين. نعم ينبغي التنديد بها، لكن لا ينبغي لفرنسا أن تعتذر"! التصريحات الجديدة لساركوزي الذي لا يعد شخصا مكروها بفرنسا التي أحال عددا كبيرا من أبنائها على "الميزيرية" بسبب سياساته الفاشلة، فقط، بل في كثير من بلدان العالم، ومنها الجزائر، نتيجة حماقاته المتكررة نحوها، لا تعد تصريحات غريبة، فالغريب هو أن تسمع تصريحا جميلا من شخص بمستوى تفكير وصهيونية ساركوزي، ولكن الغريب هو ردود أفعال النخب السياسية والثورية في الجزائر التي جاءت باردة برودة الطقس هذه الأيام في الجزائر!..

بقلم بقلم رئيس التحرير 3/10/2012 09:26:00 م. قسم . You can أكتب تعليقا لاتقرأ وترحلRSS 2.0

فيديو الاسبوع

إخترنا لكم

2010 BlogNews Magazine. All Rights Reserved. - /تعريب وتطوير/شباب من أجل الجزائر