الغارديان: الغرب يستخدم وسائل الإعلام المتواطئة لتضليل الرأي العام ضد سوريا

تناول الكاتب والصحفي جون بيلجر في مقال في صحيفة الغارديان البريطانية لجوء الحكومات الغربية إلى استخدام وسائل الاعلام المتواطئة معها لتضليل الرأي العام الداخلي ودفعه إلى تأييد مشاريعها العدوانية ضد الدول ومن بينها سوريا أو الأشخاص الذين يتحدون هيمنتها أو يسعون لكشف حقيقة سياستها والعمل على تدميرهم عبر تشويه الحقائق وتلطيخ سمعتهم. وركز الكاتب في المقال الذي نشر تحت عنوان "الحرب القذرة على ويكيليكس" على قضية جوليان أسانج مؤسس موقع ويكيليكس، مشيراً إلى استخدام نفس الأسلوب في التمهيد لحروبها العدوانية ضد أفغانستان والعراق وإنتهاج نفس الحملة في مهاجمة إيران وسوريا. وقال الكاتب: "كما هو الحال في العراق وأفغانستان فان الهجوم على سوريا وايران تطلب من هذه الحكومة حقناً سلبياً متواصلاً للتأثير على القراء والمشاهدين وهذا هو جوهر الدعاية الغربية التي نادراً ما يدور الحديث حولها". وأشار بيلجر إلى أن التوجه الحالي يقول إن الحرب الإعلامية مهمة بقدر أهمية الحرب في ساحة المعارك ذلك أن العدو الحقيقي هو الرأي العام الداخلي لأي بلد والذي يصبح خداعه وتضليله أمراً أساسياً لشن حرب استعمارية غير شعبية. وقال الكاتب إن ويكيليكس تسبب بالكآبة للكثيرين في السلطة والاعلام الغربي عندما هدم تلك الواجهة التي تتواطأ خلفها السلطات الغربية الجشعة ووسائل الاعلام الامر الذي كان دائماً من المحرمات فالبي بي سي مثلا كانت تستطيع الادعاء بالحيادية وتتوقع من الناس تصديقها ولكن اليوم أصبح الكثير من الناس يدركون طبيعة الحرب الاعلامية كما هي الحال في محاكمة ويكيليكس ومؤسسها اسانج من قبل وسائل الاعلام. وأضاف الكاتب إن التشويه الإعلامي الذي يطول أسانج يكشف أن السويد متواطئة مع واشنطن في الاندفاع لمعاقبته. وقال الكاتب أن أسانج يعيش منذ 16 شهراً في بريطانيا تحت الاقامة الجبرية بالرغم من عدم توجيه أي تهمة له وجريمته في الحقيقة اعتماده نوعا من الصحافة الاستقصائية التي كشف من خلالها لملايين الناس الحرب البربرية التي شنتها الولايات المتحدة ودول غربية اخرى باسمهم معتمدة على اكاذيب ودسائس. واضاف أنه من أجل هذا الأمر وكما أشار المؤرخ الأمريكي وليم بلوغ فقد دعا عشرات المسؤولين والاعلاميين الامريكيين إلى إعدام أو اغتيال أسانج وفي حال تم نقله إلى الولايات المتحدة فإنه سيوضع في السجن وستكون بانتظاره اتهامات مفبركة وهذا عادة ما يحصل لكل من يتحدى امريكا المارقة. وقال بيلجر أن مراقباً مطلعاً وصف الحملة الإعلامية ضد أسانج في السويد بأنها حملة غوغائية كاملة مع حرمان الضحية من أي صوت في الوقت الذي تقود فيه صحيفة اكسبريس السويدية منذ 18 شهرا حملة تشهيرية ضده من خلال نشرها التسريبات الكاذبة التي تزودها بها الشرطة السويدية. وأوضح الكاتب ان صحيفة اكسبريس هي البوق الاعلامي لليمين السويدي ومن ضمنه حزب المحافظين الذي يهيمن على الحكومة الائتلافية وادعت الصحيفة في 6 آذار الحالي وبدون أي دليل ايضا ان ويكيليكس تقود مؤامرة ضد السويد ووزير خارجيتها كارل بيلدت والمغزى السياسي من وراء ذلك الهجوم مفهوم تماما حيث كانت ويكيليكس حصلت على برقية صادرة من السفارة الأمريكية في استوكهولم في عام 2009 تكشف ان ادعاء النخبة السياسية في السويد الالتزام بالحياد هو ادعاء كاذب وكان عنوان البرقية "السويد تضع الحيادية في مزبلة التاريخ". وأضاف ان برقية امريكية اخرى كشفت ان مدى تعاون الجيش والاستخبارات السويدية مع الناتو غير معروف على نطاق واسع وانه ما لم يتم بقاؤه سرا فانه سيعرض الحكومة السويدية للانتقادات الشعبية. وقال بيلجر ان بيلدت يسيطر على نحو كبير على السياسة الخارجية السويدية واجلاله للولايات المتحدة يعود الى دفاعه عن حرب فيتنام ويتضمن قيامه بدور قيادي في تشكيل ما يدعى لجنة جورج بوش لتحرير العراق كما انه لا يزال يحتفظ بعلاقات وثيقة مع شخصيات يمينية متطرفة مثل كارل روف مستشار الرئيس الامريكي السابق جورج بوش. واضاف الكاتب انه من المعروف ان حكومة بيلدت ناقشت بشكل غير رسمي مستقبل اسانج مع واشنطن كما كشفت وثيقة سرية مسربة من البنتاغون الامريكي عن خطة استخباراتية لتدمير مركز الثقل في ويكيليكس مع التهديدات بالتعرض للمقاضاة الجنائية. وقال بيلجر أن الخبراء لا يناقشون حالياً على التلفزة السويدية العسكرة المتزايدة للبلاد والخدمات التي تقدمها للناتو انما تناقش الوضع المعنوي لاسانج. وختم الكاتب بالقول أن المثير للسخرية أن قضية أسانج تجري تحت غطاء أحد أشد قوانين العالم لحماية الصحفيين وهو ما جذب أسانج إلى السويد لتأسيس قاعدة لويكيليكس هناك وتساءل الكاتب في حال تم نقله الى الولايات المتحدة فمن سيضمن تحقيق العدالة.

بقلم بقلم رئيس التحرير 3/10/2012 09:14:00 م. قسم . You can أكتب تعليقا لاتقرأ وترحلRSS 2.0

فيديو الاسبوع

إخترنا لكم

2010 BlogNews Magazine. All Rights Reserved. - /تعريب وتطوير/شباب من أجل الجزائر