«فورين بوليسي» تنصح الإدارة الأميركية: تعلموا الدروس من مقامرة العراق واحذروا من سوريا

نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية تقريرا أكدت من خلاله "أنه يتوجب على الولايات المتحدة الأمريكية استخلاص العبر وتعلم الدروس من الحرب التي شنتها على العراق قبل التفكير ملياً بالتدخل مرة أخرى في أي مكان آخر، مثل سوريا".
وأضافت المجلة في تقرير لها نشر يوم الأحد 25/12/2011 عن وضع العراق بعد انسحاب القوات الأمريكية منه، "إن العالم بات أكثر تعقيداً مما يعتقد صناع القرار في واشنطن، مقدمة النصح لهم بأن عليهم ألا يتعاملوا بجهل مع الأوضاع في أي مكان، مشيرة إلى أن فهمهم المحدود وقوتهم الغاشمة سيجعلهم يقعون في أخطاء، في إشارة إلى الأخطاء القاتلة والتداعيات الكارثية التي نجمت عن غزو العراق".
وقالت "فورين بوليسي" وهي المجلة المتخصصة في شؤون السياسة الخارجية، "يجب على السياسيين الأمريكيين أن يتعلموا التواضع وعدم الخلط بين ما يمكن تمنيه وما يمكن تحقيقه، مؤكدة أنه يجب على الولايات المتحدة أن تتحلى بالتواضع بعد خروجها من العراق وانتهاء الحرب".
وتضيف المجلة في تقريرها الذي نشرته على موقعها الإلكتروني أن "الرئيس الأمريكي باراك أوباما تعامل مع الوضع في العراق كدين موروث من مقامرة قام بها الرئيس السابق جورج بوش، مشيرة إلى أن أوباما انتظر بفارغ الصبر نهاية هذا الوضع وسحب كامل القوات الأمريكية كي يتنفس الصعداء ويتخلص من هذه التركة الثقيلة".
وتساءلت المجلة عما إذا كان أساساً يمكن تفادي هذا الوضع السيئ الذي حدث في العراق جراء الحرب، أم أن الحرب الأمريكية هناك هي "الخطيئة الأصلية" وأن الطريقة الأمريكية لمعالجة الوضع هناك بعد الحرب هي السبب في هذا الوضع السيئ الذي حدث في العراق والمتمثل بمئات آلاف القتلى وأكثر منه مصابين وجرحى ومعاقين؟.
وعددت المجلة أخطاء الإدارة الأمريكية التي وصفتها "باللامتناهية" في العراق بعد الغزو وأنها كانت سبب الفشل والتي من بينها، إنشاء سلطة مدنية ضعيفة وحل الجيش العراقي ووضع دستور مختلف عليه مشيرة الى أن تلك الأخطاء خلفت بيئة من الفوضى في العراق، ولفتت إلى أن تصريحات أوباما حول مستقبل العراق بعد انسحاب القوات الأمريكية من أن العراق دولة ذات سيادة وديمقراطية، هي تصريحات محل تساؤل.
واختتمت المجلة تقريرها بتوجيه النصيحة لأوباما وصناع القرار في واشنطن من أنه "يتوجب عليهم استخلاص العبر وتعلم الدرس من الحرب التي شنوها على العراق قبل التفكير ملياً بالتدخل مرة أخرى في أي مكان آخر، مثل سوريا".