أميركا «تحتفل» بهزيمتها المذلة والعراق يحتفل باستقلاله
سياسة 12/15/2011 04:11:00 م
وصل وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا مساء أمس للمشاركة في «احتفالية» تقيمها القوات الأميركية اليوم الخميس بمناسبة الانسحاب من العراق، إذ يبدو أن واشنطن مضطرة للاحتفال كي تخفي مرارة الهزيمة.
فقد عكست الحرب المكلفة والدموية التي شنتها الولايات المتحدة على العراق التناقض بين مبدأ «ضرورة الانتصار» وعقلية «عدم القدرة على تحمل الخسارة» لدى واشنطن، كما كشفت قابلية القوة العسكرية الأكبر في العالم للتعرض للخطر، إلى جانب أن عجز الولايات المتحدة عن تنفيذ أهدافها في العراق وضع السياسات الأميركية الخارجية في محل شك، كما أضر بنفوذ واشنطن على الصعيد العالمي، وربما ليس من المغالاة قول بعض المحللين الأميركيين إن الحرب على العراق عرضت الولايات المتحدة لشيء من الإذلال، بحسب وكالة الأنباء الصينية شينخوا.
ويرى مراقبون أن مثل هذه الحرب أكدت هوس الولايات المتحدة للمحافظة على وضعها المهيمن على الصعيد العالمي، وهي سياسة خارجية لم تتغير منذ عقود. وأضافوا: «إن هذه الحرب أوضحت أيضاً أنه إذا واصلت واشنطن السعي إلى الهيمنة العالمية على حساب مصالح الدول الأخرى فستواجه بشكل حتمي مزيدا من الانهيار المذل لقوتها ونفوذها».
ومن جردة حساب يبدو أن الخسائر الأميركية في العراق تفوق المكاسب فقد تكلفت الولايات المتحدة كثيراً من الأموال والأرواح فلقي ما يزيد على 5000 جندي أميركي مصرعهم وأصيب نحو 25 ألفا آخرون بجروح شديدة.
وفي الوقت نفسه تم إنفاق 1.3 تريليون دولار أميركي في حربي العراق وأفغانستان وما زال هذا الرقم مرشحاً للزيادة، وفقاً لتقييم صدر عن هيئة بحثية تابعة للكونغرس الأميركي مؤخراً.
وأصبحت الولايات المتحدة في الوقت الراهن غارقة في الديون التي ازدادت بفعل الأزمة الاقتصادية العالمية الأخيرة. وارتفعت الديون على المستوى الفدرالي من 5.6 تريليونات دولار عام 2001 إلى أكثر من 15 تريليون دولار حالياً.
ومن ناحية أخرى، تشير الدراسات الصادرة عن مراكز الأبحاث أن عدد صناع القرار السياسي الذين يرون أن حربي العراق وأفغانستان أصبحتا عبئاً ثقيلاً على عاتق المكانة الدولية للولايات المتحدة بل عبء يتزايد، وفي الوقت نفسه يتزايد أيضاً الشعور المناهض للحرب لدى الأميركيين، وسط انكماش اقتصادي ومعدل بطالة مرتفع.
وبعد نحو تسعة أعوام أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في مؤتمر صحفي مشترك في البيت الأبيض عن انتهاء «الحرب في العراق» ليغادر آخر الجنود الأميركيين كما هو مقرر العراق بحلول نهاية عام 2011. بعد أن أخفق أوباما والمالكي في التوصل إلى اتفاق على صيغة تبقي وجوداً عسكرياً أميركياً في العراق.