مراسل صحيفة “ABC” الإسبانية يقابل ليبيين من عناصر”القاعدة” في محافظة إدلب وجبل الزاوية

في أول دليل غربي من نوعه على وجود ليبيين من تنظيم “القاعدة” الإرهابي على الأراضي السورية، وتحديدا في منطقة “جبل الزاوية” بمحافظة إدلب، كشف مراسل صحيفة ” إي بي سي” اليمينية الإسبانية ، دانييل إيريارتيه، أنه قابل هؤلاء المسلحين شخصيا بعد أن “تسلل” إلى المنطقة المذكورة. وقال الصحفي الإسباني في تقريره المنشور اليوم في الصحيفة ، وهي أعرق صحيفة إسبانية وثالثها من حيث التوزيع والأولى من حيث مرجعية التوثيق ، إنه قابل ثلاثة مسلحين ليبيين من العاملين مع عبد الحكيم بلحاج ، رئيس المجلس العسكري في طرابلس، وأن هناك عشرات آخرين غيرهم تمكنوا من دخول سوريا للعمل مع ما يسمى بـ”الجيش السوري الحر”. وكشف إيريارتيه أن أحد هؤلاء الثلاثة هو المهدي حاراتي قائد” لواء طرابلس” في ليبيا ، المشكل من قبل المسلحين الأصوليين التابعين لتنظيم”القاعدة” في شمال أفريقيا. أما المسلح الليبي الثاني فهو آدم كيكلي الذي قال للصحفي الإسباني إنه” كان يعمل مع عبد الحكيم بلحاج منذ عشرين عاما في بريطانيا”. وأما الشخص الثالث فعرف عن نفسه باسم “ فؤاد” ، وهو حارس شخصي لهما.  ونقل الصحفي الإسباني عن الثلاث قولهم إنهم جاؤوا “لتقويم حاجات” المجاهدين السوريين. ويلفت الصحفي الإسباني الانتباه إلى أن الثلاثة ، لاسيما المهدي حاراتي” كانوا على رأس المجموعة التي دربها خبراء قطريون ولعبت دورا أساسيا في عملية ” تحرير” العاصمة الليبية من قوات القذافي.
يشار في هذا السياق إلى أمرين في غاية الأهمية:
أولهما ـ هو أن قناة”الجزيرة” كانت بثت يوم أمس شريطا يظهر مقاتلين من عناصر “القاعدة” في “جبل الزاوية” ، لكنها تجنبت وصفهم بذلك ، وتعمدت تسميتهم بـ” مقاتلي الجيش السوري الحر”! وبحسب مصادر مختلفة ، فإن قناة”الجزيرة” التي تتولى التسويق للإسلاميين الأصوليين في كل مكان من العالم، على اعتبار أن قطر هي من يتولى تمويل هؤلاء ( طالبت اليوم رسميا بإشراك “طالبان” في أفغانستان بالحكم!) ، إنما أرادت في هذه المرحلة  تجنب الإشارة إلى الخلفية الأصولية لهؤلاء المقاتلين ، رغم أنه عددا من الصحف الغربية ( ونحن قبلها بكثير) ، أشارت إلى أن “الجيش السوري الحر” ليس في واقع الحال سوى واجهة مزيفة تحتشد خلفها أشكال مختلفة من المنظمات الأصولية ، بما في ذلك “مقاتلو جماعة الأخوان المسلمين السورية” ، وفق ما أكده مصدر رسمي فرنسي قبل شهرين لصحيفة ” لوفيغارو”! 
وثانيهما ـ هو أن  الشرطة الإيرلندية كانت كشفت الشهر الماضي أن المهدي حاراتي ، الذي يحمل الجنسية الإيرلندية أيضا، هو عميل لوكالة المخابرات المركزية الأميركية ، وكان يتولى نقل الأموال منها إلى مسلحي”القاعدة” في ليبيا ، الذين شاركوا في “تحرير” العاصمة الليبية من قوات القذافي. وجاء الاكتشاف بمحض المصادفة حين قام “لصوص” بمداهمة منزله في العاصمة الإيرلندية “دبلن” خلال تواجده في ليبيا، حيث سرقوا  أكثر من ربع مليون يورو كان يحتفظ بها في منزله. ولدى التحقيق معه ومع زوجته ، اعترفا بأنه احتفظ بهذه الأموال لنفسه من أصل مبلغ مالي ضخم كلفته وكالة المخابرات المركزية الأميركية بنقله إلى ليبيا لتمويل الأصوليين الذي يقاتلون ضد نظام القذافي! ( طالع هنا تقرير صحيفة “صندي وورلد” الإرلندية).
تبقى الإشارة أخيرا إلى أن “الحقيقة” كانت أول من كشف قبل أكثر من شهرين أن “الجيش السوري الحر” ليس سوى واجهة لتنظيم استخباري وأصولي دولي . وقد جاءت جميع التقارير الغربية اللاحقة لتؤكد ما ذهبنا إليه. ولعل أبرز ما جاء في هذا السياق ما كشفته صحيفة “تلغراف” البريطانية في 27 من الشهر الماضي عن أن عبد الحكيم بلحاج توجه سرا إلى ليبيا ، بتكليف من رئيس “المجلس الوطني الليبي” مصطفى عبد الجليل، للاجتماع مع العميل الأميركي ـ التركي رياض الأسعد من أجل بحث احتياجاته من الأموال والمسلحين والتدريب في ضوء الاتفاق الذي أبرمه برهان غليون مع الحكومة الليبية الأطلسية العميلة خلال زيارته إليها برفقة نائب المراقب العام للإخوان المسلمين السوريين ، فاروق طيفور، والجاسوس الأميركي ـ الإسرائيلي رضوان زيادة!

بقلم بقلم رئيس التحرير 12/18/2011 11:52:00 م. قسم . You can أكتب تعليقا لاتقرأ وترحلRSS 2.0

فيديو الاسبوع

إخترنا لكم

2010 BlogNews Magazine. All Rights Reserved. - /تعريب وتطوير/شباب من أجل الجزائر