منتدى مناهضة التدخل في سورية: قرارات الجامعة العربية إذعان لاملاءات أميركية


أكد “المنتدى العربي الدولي لمناهضة التدخل الأجنبي في سورية ودعم الحوار والإصلاح” أن “القرارات المتلاحقة للجامعة الرسمية العربية بحق سورية التي كانت مؤسستها وداعمة لها باستمرار تعد إذعانا لاملاءات أميركية وغربية صريحة ومدخلا لتدخل استعماري خطير في سورية والمنطقة وتخالف ميثاق الجامعة وتتناقض مع روح الإخوة القومية وتقاليد العمل العربي المشترك”.
وشدد المنتدى في بيان أصدره بختام أعماله في العاصمة اللبنانية بيروت اليوم على أن “العقوبات السياسية والاقتصادية والتجارية التي اتخذتها الجامعة العربية هي عقوبات موجهة بالأساس ضد الشعب السوري الذي تدعي الجامعة حرصها على حمايته والدفاع عن حريته”. مشيرا إلى أن “الإدارة الأمريكية عمدت إلى تنفيذ مخططاتها ضد سورية بالوكالة عبر النظام الرسمي العربي الذي تقوده الأموال الخليجية والضغوط الاستعمارية وذلك بعد فشل مجلس الأمن الذي لم يعد اليوم أداة طيعة بيد واشنطن بسبب مواقف روسيا والصين والهند وجنوب أفريقيا والبرازيل”.
ورأى المشاركون في المنتدى أن “التدخل الأجنبي الصارخ بكل أشكاله في الشأن الداخلي السوري يعد تكرارا خطيرا لمحاولات مماثلة من العدوان والاحتلال شهدتها دول أخرى في المنطقة ولاسيما في فلسطين والعراق ولبنان وليبيا والسودان والصومال استهدفت وما تزال وحدة هذه البلدان وأمنها واستقرارها وصولا إلى تدميرها وتفتيتها لتقسيم الوطن العربي وبث كل أشكال الفرقة بين مكوناته الاجتماعية”.
وانتقد المشاركون في المنتدى “الازدواجية والانتقائية والكيدية والامتثال للأوامر الخارجية في قرارات الجامعة العربية التي تخلت لعقود عن واجبها وميثاقها ومعاهداتها تجاه مجمل القضايا العربية وفتحت أجواءها ومياهها وعواصمها للقواعد العسكرية الأجنبية وأمهلت ولا تزال العدو الصهيوني أكثر من تسع سنوات لتنفيذ مبادرتها العربية والتي مازال أكثر من ثلاثة ألاف من قراراتها نائما في أدراج بيروقراطيتها المترهلة”.
وأوضح المشاركون أن “التدخل الأجنبي في الشأن السوري عبر البوابة الرسمية العربية يعد تصعيدا خطيرا للمجابهة على الصعيدين الإقليمي والدولي بين خط صاعد يتمثل بقوى المقاومة والممانعة والتمرد على هيمنة القطب الواحد على المنطقة والعالم وبين خط متراجع تمثله قوى الهيمنة الاستعمارية والصهيونية المربكة بفضل هزائم وأزمات عسكرية وسياسية مؤكدين أن السياسة المتبعة من قبل الحكومة التركية تجاه سورية والتصعيد غير المبرر ضد أمنها واستقرارها تعد تنكرا لآراء العديد من الأخوة الأتراك الرافضين لهذه السياسة الأمر الذي يحتم على حكومة أنقرة مراجعة سياساتها جذريا والابتعاد عن نهج إرضاء حكومات الغرب والإذعان لاملاءاتها في قضايا سياسية وأمنية واستراتيجية أخذت تهدد الأمن والسلم في المنطقة والعالم”.
وشدد المشاركون على “أهمية حشد كل قوى التحرر والاستقلال في المنطقة والعالم لمواجهة المشاريع المشبوهة التي تستهدف سورية وتستهدف من خلالها الأمن الإقليمي والسلم الدولي مطالبين بعقد مؤتمر شعبي عربي ودولي عام في دمشق لمواجهة التدخلات الأجنبية والمشاريع الاستعمارية في سورية والى تشكيل لجان مناهضة لهذا التدخل داخل كل قطر عربي وفي كل دول المنطقة والعالم وتشكيل وفود شعبية عربية وأجنبية تزور دمشق وتسهم في كسر الحصار على الشعب السوري”.
ودعا المجتمعون “كل الهيئات الشعبية العربية إلى تشكيل جامعة شعبية عربية تتحمل مسؤولياتها في مواجهة التحديات الكبرى بهدف تصحيح مسار الجامعة الرسمية العربية وتحريرها من الارتهان والإذعان للإرادة الخارجية، مؤكدين على التلازم الوثيق بين مناهضة التدخل الأجنبي في سورية وبين السعي بكل الوسائل لوقف العنف أيا كان مصدره ومعالجة التحديات الداخلية عبر حوار وطني شامل”.
واقترح المشاركون “عقد منتدى إعلامي لمناهضة التدخلات الأجنبية يضع استراتيجية عمل إعلامي متكامل لمواجهة التضليل الإعلامي الخطير الذي تنكشف وقائعه يوما بعد يوم أمام المواطن السوري والصحافة الأجنبية مطالبين الإعلاميين العرب والأجانب الأحرار بتحمل مسؤولياتهم الكاملة في إعادة الاعتبار إلى الأصول المهنية والروح الموضوعية في العمل الإعلامي وخصوصا أنه قد بات للتحريض والتضليل نتائج خطيرة على غير صعيد”.
وانتقد المنتدى “الهجمة السياسية والإعلامية الخارجية الكبيرة التي تستهدف سورية من خلال استغلال تطلعات شعبية محقة للشعب السوري في الإصلاح والتغيير والحرية والتعددية السياسية لخدمة مشروع استعماري صهيوني يهدف إلى تدمير الكيان الوطني والدور القومي لسورية العروبة باعتبارها حلقة مركزية في مشروع الدفاع عن هوية الأمة ووحدتها وتحررها وقوى المقاومة فيها”.
وكان المنتدى انعقد في بيروت بمشاركة 300 شخصية سياسية وحزبية ونقابية وثقافية وإعلامية عربية ودولية.
وأكد الدكتور سليم الحص رئيس الوزراء اللبناني الأسبق في كلمة له خلال المنتدى أن “الاستهداف الدولي لسورية ليس حديث العهد وإنما يعود إلى سنوات سابقة لأنها معروفة بالتزامها القومي في تعاطيها مع دول العالم وبسلوكها سبيل الانتصار لقضايا العرب على الساحتين الإقليمية والدولية مشددا على أن هذا الواقع يجب أن يكون مصدر اعتزاز وفخر رغم كونه مصدر أخطار وإزعاج”.
ولفت الحص إلى ان “انتصار سورية لقضية العرب المركزية في فلسطين من شأنه أن يزيد من استهدافها من جانب إسرائيل والولايات المتحدة اللتين تتطابقان في مواقفهما من القضية الفلسطينية. وإن من يعرف سورية ودورها العربي المميز يدرك سبب تعرضها للضغوط الخارجية الإقليمية والدولية في كل الأوقات”.
من جانبه اكد النائب البريطاني السابق جورج غالاوي وقوفه إلى “جانب سورية وقيادتها في وجه التدخل الامبريالي في شؤونها الداخلية” مشيرا إلى أن “القوى المعادية للقضايا والحقوق العربية تقف ضد سورية لأنها ترفض أن توقع معاهدة استسلام مع إسرائيل ولأنها توفر الحماية وتستضيف المقاومة الفلسطينية وترفض قطع علاقتها مع المقاومة اللبنانية وإيران”.
وانتقد غالاوي بشدة قرارات الجامعة العربية ضد سورية وقال.. طوال الخمسين سنة الماضية لم نكن نسمع ونعلم بوجود جامعة للدول العربية فأين كانت هذه الجامعة ولماذا لم تفرض عقوبات على إسرائيل وعلى من ارتكب المجازر بحق العرب ومن الذي انتخب هؤلاء الحكام ليقفوا ضد سورية”. واكد غالاوي ان “الغرب يأتي إلى العالم العربي من اجل مصالحه والاستيلاء على الموارد العربية وليس من اجل الديمقراطية وحقوق الإنسان وما إلى ذلك من شعارات معتبرا أن المنطقة العربية تشهد حاليا سايكس بيكو رقم 2 لتفتيتها طائفيا وعرقيا”.
من جانبه أدان السيد عبد العزيز السيد أمين عام مؤتمر الأحزاب العربية قرارات الجامعة العربية التي وصفها “بجامعة الأقزام العربية”. معتبرا أن “أخطر منعطف في الأزمة السورية هو أمر العمليات الامريكي للجامعة العربية بأن ينوبوا عنها في تنفيذ مخططها لإسقاط سورية وقائدها الشجاع وشعبها المقاوم المنيع مؤكدا أن هذه الاستجابة المذلة والمشينة التي لم يشهد لها تاريخ أي أمة مثيلا سواء في تعليق عضوية سورية أو في فرض العقوبات عليها التي تعد بمثابة اعتداء صارخ على كرامة كل مواطن عربي”.
ودعا السيد إلى “إقامة جامعة شعبية عربية تكون صوت المواطن العربي الذي يرفض أن تكون الجامعة العربية صوته لتقف هذه الجامعة الشعبية ضد التدخل الخارجي في شؤون أي قطر عربي وفي شأن أي مواطن عربي وتسعى للتضامن الشعبي العربي المشترك وتعمل على تكريس الحوار الجاد والشامل وصولا إلى حل المشكلات الداخلية وتصوب البوصلة التائهة عن القضية المركزية للأمة قضية فلسطين”. وأكد السيد ان الاستهداف موجه إلى المقاومة وعمودها الفقري المتمثل بسورية القلعة الصامدة بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد الذي قال لا لكل المؤامرات والمخططات المعادية برغم كل الإغراءات والتهديدات.
من جهته أدان وزير الدولة اللبناني علي قانصوه “التدخل الأجنبي السافر في الشؤون السورية من خلال مسلسل الضغوط السياسية والاقتصادية والإعلامية واستنكر مواقف الجامعة العربية التي أضحت أداة طيعة بيد الولايات المتحدة الأمريكية”. وأشار قانصوه إلى أن “الشعب السوري العظيم الذي يعبر في مسيراته المليونية عن التفافه الكبير حول عملية الإصلاح بقيادة الرئيس الأسد سيسقط هذه المؤامرة”.
وأوضح المحامي خالد السفياني الأمين العام السابق لمؤتمر الأحزاب العربية أن “الهدف من الملتقى هو إيصال رسالة مفادها رفض العدوان على سورية أيا كان شكله وأيا كانت المبررات التي تعطى مؤكدا أن صمود والتحام الشعب السوري حول قيادة الرئيس الأسد جعل أصحاب المؤامرة يفشلون فشلا ذريعاً”.
من جانبه اكد علي عبد الكريم سفير سورية لدى لبنان أن “سورية أكثر ثباتا وستخرج أقوى وأكثر منعة وأنها ستسمي الأشياء بأسمائها وهي واثقة من النصر بدعمكم وبالالتفاف الشعبي السوري والالتفاف الشعبي العربي مشيرا إلى أن العالم الأقوى الذي يقرأ المستقبل هو الذي يحاصر أولئك المراهنين على استهداف المنطقة ونهب ثرواتها”.
بدوره أكد السفير الإيراني في لبنان غضنفر ركن أبادي “وقوف بلاده إلى جانب سورية لأنها تدعم القضايا العادلة وتدعم المقاومة التي حققت الانتصارات على إسرائيل”. مشيرا إلى أن “هذه المؤامرة التي تتعرض لها سورية تهدف لإنقاذ إسرائيل نحن ندعم سورية”

بقلم بقلم رئيس التحرير 11/29/2011 11:39:00 م. قسم . You can أكتب تعليقا لاتقرأ وترحلRSS 2.0

فيديو الاسبوع

إخترنا لكم

2010 BlogNews Magazine. All Rights Reserved. - /تعريب وتطوير/شباب من أجل الجزائر