''المصريون قتلوا ذكرى جسديا وحاولوا قتلي فنيا''


قالت الفنانة الجزائرية، فلة عبابسة، إن تشبّثها بزيارة مصر نابع من إرادتها في تبرئة نفسها من التهم التي ''لُفّقت'' لها قبل 18 عاما، مضيفة أنها الوحيدة القادرة على فعل ذلك. وأكّدت ''سلطانة الطرب العربي''، خلال نزولها ضيفة على ''الخبر''، تعرّضها للإهانة في مطار القاهرة، مشيرة إلى وجود أطراف تحاول قتلها فنيا، كما روت تفاصيل جديدة في القضية تكشفها لأول مرّة.


 قالت إن عمليات التجميل لم تشمل أنفها ''لأنه رمز الكبرياء''
''أنا ''لالـــّة النيف'' ولا أتسوّل زيارة مصر''
 دافعت فلّة عن تمسّكها بزيارة مصر، رغم طردها منها يوم الأربعاء الماضي، وردّت على التعليقات التي اتّهمتها بـ''نسيان الشهداء الذين أهانهم المصريون خلال أزمة أم درمان''، و''التنكّر للنيف الجزائري''، بأنها أصرّت على الذهاب إلى مصر، وتصرّ على العودة إليها رغم كل ما حدث، لأنها متشبّثة بإثبات براءتها ''فلا أحد غيري يستطيع ذلك، بعد أن فقدت ثقتي في الجميع''. وخاطبت الذين انتقدوها قائلة: ''أنا ابنة الأحرار، ولالاّت النيف الجزائري. فجدّي محمد عبابسة مؤسّس جمعية العلماء المسلمين. أبي شاوي وأمي قبايلية وأنا عاصمية فحلة''. قبل أن تردف: ''أجريت عمليات تجميلية في كافة أنحاء جسدي، لكنني لم ألمس أنفي، لأنه رمز العزة الجزائرية.. كل شي غير النيف''.
وقالت ضيفة ''الخبر'' إنها كانت تحضّر مفاجأة ''جميلة'' للجزائريين، وهي العودة بلقب أحسن مطربة من مهرجان الموسيقى العربية بالقاهرة في يد، وإثبات براءتها في اليد الأخرى، مضيفة أن إصرارها على دخول مصر هو للدفاع عن شرفها وشرف الجزائريين، على حدّ قولها، مضيفة أن ذلك هو ما جعلها تصرّح: ''على جثّتي لو ما أدخلش مصر''. وبدت فلّة واثقة من نفسها وهي تستطرد: ''لو ارتكبت فعلا مخالفا للقانون، ولو لم أكن واثقة من براءتي تمام الثقة، لما ذهبت إلى مصر. ولو كان لديهم أي دليل يورّطني لاعتقلوني في المطار، بعد أن ذهبت إليهم برجليّ''.
واستغربت صاحبة ''تشكّرات'' إحياء ملف يعود تاريخه إلى أكثر من 18 عاما، قائلة: ''قضايا القتل والاغتصاب والسرقة والفساد تسقط بالتقادم، بينما يتم إحياء هذا الملف بعد كل هذه السنوات''. وبنبرة من الأسى أضافت: ''الآن نجحوا في تحقيق ما سعوا إليه، فالأجيال التي لم تكن تعرف أن فلّة اتُّهمت في قضية دعارة بمصر، أصبحت تعرف ذلك اليوم''.

أكّدت أن القضاء المصري أخفق في إدانتها
''قضيّة إدارة شبكة دعارة ملفّقة'' 
 روت فلّة عبابسة لـ''الخبر'' تفاصيل جديدة تكشفها لأول مرّة، حول تهمة ''إدارة شبكة دعارة''، حيث قالت إن اعتقالها ومحاكمتها حدثا بعد ثلاثة أشهر فقط من دخولها مصر، ''وهي فترة قصيرة، لم أتمكّن خلالها حتّى من زيارة الأهرامات''.
  مضيفة أنها كانت تُقيم بين باريس ولندن، وأنها كانت تمتلك ثروة طائلة تسمح لها ''بشراء نصف مباني القاهرة''، لأنها كانت متزوّجة من ثري كويتي، وهو ما يعني، حسب قولها، أنها لم تكن بحاجة إلى أي طريقة للتكسّب المادي، مهما كان نوعها. وأضافت فلة أنها ارتبطت باللاعب الشهير في نادي الزمالك، جمال عبدالحميد، ثم سافرت إلى باريس للتحضير لحفل الزفاف، لكنها فوجئت بعد عودتها إلى القاهرة بالأمن يطرق باب شقّتها ويطلب منها مرافقته، بدعوى العثور على قنبلة في الطائرة التي أقلتها من باريس، مضيفا أن الأمن اتّخذ الإجراء نفسه مع كل ركاب الطائرة. وعلّقت: ''الغريب أنني طُلبت من أمن الجيزة، وأنا أقيم بشارع المهندسين. وقد علمت لاحقا أن هذا الإجراء لم يكن قانونيا''. واسترسلت فلة قائلة: ''أُهنت من قبل مصالح الأمن، وكنت أسمع عبارة: يالا يا بتاعت بلّومي، في إشارة منهم إلى قضيّة اللاعب لخضر بلومي التي لم أكن أعرف عنها شيئا''.  قبل أن تُردف: ''من الواضح أن أحدهم طلب من مسؤول الأمن واسمه سيّد مهدي، أن يدخلني السجن، بأي ثمن وبأي طريقة''.
وأكّدت فلة أنها تفاجأت باتّهامها في قضيّة دعارة، مضيفة أن القضاء حين لم يجد أية أدلة تورّطها، بعد إنكار الفتاتين اللتين كانتا معها في القضيّة ذاتها معرفتهما لها، لفّقت لها تهمة إدارة شبكة دعارة عن طريق الهاتف، مضيفة أن ذلك تم استنادا على مكالمة هاتفية مع صديقة لها سألتها إن كانت ستتمكّن من الاستماع لها، فأجابتها: ''ليس الآن. فأنا مرهقة، لكن بعد إكمال تسجيلاتي''.  مضيفة أن الاستماع إلى مكالماتها الهاتفية تجسّس وعمل مخالف للقانون، وأن ما ورد في المكالمة يبرؤها ولا يدينها. وقالت فلّة إن القاضي خاطبها قائلا: ''امسحي دمعتك أنا واثق من براءتك. قضيتك قضية رأي عام، إن القاضي هُدّد بتلفيق تهمة الرشوة له، إذا منح البراءة لكي''، وهو ما جعله يحكم عليها بالسجن ثلاث سنوات، قضت منها 11 شهرا في سجن القناطر بالقاهرة، قبل أن يُفرج عنها وتعود إلى الجزائر.

موقع ''الخبر'' ينفرد بنشر صور إهانتها في المطار
 روت فلّة لـ''الخبر''، تفاصيل الساعات الستة عشرة التي قضتها في مطار القاهرة، قبل أن تعود إلى الجزائر، مؤكّدة تعرّضها للإهانة من قبل مصالح المطار. وتُظهر مقاطع فيديو التقطتها فلّة في المطار، انتظارها في البهو طيلة ساعات النهار، حيث كان البعض يمرّ حولها، بينما راح آخرون يلتقطون صورا لها، وتُظهرها صور أخرى أثناء الليل، مع مرافقتها وقد بقيتا وحيدتين بعد أن خلا المطار تماما، بينما يظهرها مقطع ثالث في مكتب فارغ بالمطار، وقد وُضعت أمامها قطعتا خبز فيهما بعض من السلطة وقطع الخيار.
ودعت فلّة نقيب الموسيقيين، إيمان البحر درويش، الذي اشترط مساندة النقابة لها، بإثبات تعرّضها للإهانة، إلى مشاهدة الصور التي تنشرها ''الخبر'' على موقعها الإلكتروني، للتأكّد من ذلك. وأكّدت المتحدّثة أنها عوملت بشكل سيّئ من قبل أمن المطار، وأن ضابطا ''كبيرا'' خاطبها قائلا: ''لو دخلت مصر، فستكون وجهتك هي السجن مباشرة''. فأجابته: ''أعرف سجونكم جيّدا، فقد تذوّقت مرارتها قبل أن يتذوّقها حسني مبارك ووزير داخليته''. كما تساءلت: ''بأي حقّ أُحتجز 16 ساعة، والقضاء المصري يمنع احتجاز أي شخص أكثـر من ثلاث ساعات دون عرض المعني على قاضي التحقيق؟''.

''على الإعلام الذي أدخلني السجن أن ينصفني''
 حمّلت فلة الإعلام المصري مسؤولية دخولها السجن وتشويه سمعتها، قائلة إنه مطالب بالاعتذار لها، وأنها ستضطر للجوء إلى القضاء، إذا لم يسارع إلى تصحيح أخطائه ورد الاعتبار لها. وكشفت، من جهة أخرى، أنها تعتزم إقامة ندوة صحفية، في الأيام القليلة القادمة، في الجزائر أو في العاصمة اللبنانية بيروت، لإطلاع الإعلاميين على تفاصيل قضيّتها، داعية الإعلاميين الجزائريين للوقوف بجانبها وعدم ''ترديد الأكاذيب''.

''القذافي طلب منّي الغناء باللهجة الجزائرية''
 كشفت الفنانة فلّة عبابسة، الملقّبة بـ''مطربة الملوك والأمراء''، أن الزعيم الليبي المقتول، معمّر القذافي، لم يكن يحب الموسيقى الشرقية كثيرا، في الوقت الذي كان يطرب بالموسيقى المغاربية والجزائرية على وجه التحديد. وقالت فلة إن القذافي طلبها لتغنّي له، بعد نزوله بالجزائر وإقامته خيمة بالعاصمة، بمناسبة استضافة القمّة العربية في مارس 2004، مضيفة أنها أدّت له، وهي تعزف على آلية البيانو، مجموعة من الأغاني الجزائرية التي راح يتمايل طربا لها. لكنه لم يبد أي استمتاع وهو يستمع إلى أغان باللهجة المصرية، بل طلب منها أن تؤدّي أغان جزائرية، وخاصّة من التراث الشاوي.

''مرتضى منصور دافع عنّي ثم شتمني خلال أزمة المونديال''
 أبدت فلّة عبابسة انزعاجها من تقلّب مواقف عدد من الشخصيات المصرية ''التي لا تثبت على حال واحدة''، مستدلّة بالمحامي المصري الشهير مرتضى منصور، الذي قالت إنه شتمها، رغم أنه كان ضمن هيئة الدفاع التي شكّلتها المحكمة، والمتكوّنة من عشرين محاميا مصريا، للدفاع عن المتّهمين، خلال محاكمتهم بمحكمة مصرية.
وقالت فلّة إنها فوجئت بمرتضى منصور، وهو يشتمها ويكيل لها الاتهامات على إحدى الفضائيات المصرية، في سياق الحرب التي شنّها الإعلام المصري على الجزائر، خلال الأزمة التي عصفت بالعلاقات بين البلدين، قبل سنتين، على خلفية تأهّل المنتخب الوطني إلى نهائيات مونديال .2010
وأضافت المتحدّثة أن منصور شهّر بها خلال اللقاء التلفزيوني، وطعنها في شرفها، حيث اتّهما بالدعارة، ''وهي التهمة ذاتها التي كان مجنّدا، قبل 18 سنة، لتبرئة موكّلته منها، وإثبات أنها ملفّقة''.

''منعي من دخول مصر  محاولة لاغتيالي فنيا''
  رجّحت فلة الجزائرية وجود أطراف في مصر تحاول الإساءة لسمعتها، وتصفيتها فنّيا ''كما تم تصفية ذكرى وسوزان تميم جسديا''، مشيرة إلى عدم رغبة هذه الأطراف مشاركة الجزائر في مهرجان الموسيقى العربية بالقاهرة. وقالت فلة إن زيارتها جاءت بعد أن أكّدت لها مديرة مهرجان الموسيقى العربية، رتيبة حفني، أن نائب وزير الداخلية أخبرها شخصيا أنها ستتمكّن من دخول مصر بشكل عادي، لكن العكس هو ما حدث في المطار، على حد قولها. قبل أن تعلّق: ''ليس من الشهامة والرجولة أن تُسجن امرأة 16 ساعة. أنا لست سياسية ولا مسؤولة في الفيفا أو لاعبة كرة''. وخاطبت المصريين قائلة: ''أنا واحدة من 80 مليون مصري مظلوم، وإحدى ضحايا النظام السابق. أردت أن أطوي صفحة الجراح بين البلدين، لكن ثمّة من يريد تعميقها''.

''لو أخذت الجنسية الفرنسية  لما حدث ما حدث''
 استغربت فلة صمت الجهات المسؤولة عن تعرّضها للإهانة في القاهرة، وعدم الدفاع عنها بصفتها مواطنة جزائرية، مؤكّدة أنها أرسلت للسفير المصري بالقاهرة، عبدالقادر حجار، رسالة وهي في مطار القاهرة، تخبره فيه باحتجازها، دون أن تتلقّى ردّا أو تحرّك السفارة ساكنا. وأضافت فلّة: ''أنا مولودة بفرنسا. وكان بإمكاني أن أتحصّل على الجنسية الفرنسية لكنني رفضت ذلك، ولو كانت بحوزتي لدخلت مصر في غضون خمس دقائق كمواطنة فرنسية. رغم ذلك فأنا لست نادمة لأن أغلى ما أخذناه عن الوالد هو الروح الوطنية''.

''كنت أتحاشى لقاء والدي خجلا منه''
 قالت فلّة إنه وعلى الرغم من أن والدها، الفنان الراحل عبدالحميد عبابسة، كان متأكّدا من براءتها من تُهمة إدارة شبكة دعارة في مصر، إلا أنها كانت تتحاشى الالتقاء به، لشعورها بالخجل منه. وأضافت أن الفنان الراحل كان واثقا تماما من أنه ربّى بناته تربية سليمة، رغم ''شناعة'' التهمة، وهو الشعور ذاته الذي قالت إنها لمسته لدى والدتها الراحلة، التي زارتها خلال تواجدها في سجن ''القناطر''، وقدّمت لها دعما معنويا كبيرا. وعادت فلّة إلى لحظات عودتها للجزائر بعد إطلاق سراحها من مصر، قائلة: ''وصلتُ وأنا أرتجف، وكان أوّل ما فعلته هو تقبيل تراب بلدي''. قبل أن تُردف: ''لا أُبالغ إن قُلت إنني استُقبلت في المطار استقبال الأبطال، لأن الجزائريين كانوا واثقين من أنني مظلومة. لقد فوجئت بأنني أصبحت فنّانة معروفة في الجزائر، فأغنية ''تحدثت معاك يا قلبي'' التي سجّلتها في باريس قبل دخولي السجن، حقّقت نجاحا كبيرا في الوقت الذي كنت خلاله في الزنزانة''.

وزير الخارجية المصري يعد بدراسة الملف 
 أوضح وزير الخارجية المصري، محمد كامل عمرو، في ندوته الصحفية، أمس، مع الصحافة الوطنية، ردا على سؤال حول قضية منع المغنية الجزائرية فلة عبابسة من دخول مصر، وعما إذا كان القرار له علاقة برواسب مباريات كرة القدم بين البلدين، بالقول: ''أنا شخصيا لست على علم تام بهذا الموضوع، فقد كنت مسافرا، وأعتقد أن هناك أمورا قضائية في الموضوع. لكن عندما أعود إلى القاهرة سأدرس الملف وأرى ما فيه، وأجيبكم''.




بقلم بقلم رئيس التحرير 11/15/2011 12:18:00 ص. قسم . You can أكتب تعليقا لاتقرأ وترحلRSS 2.0

فيديو الاسبوع

إخترنا لكم

2010 BlogNews Magazine. All Rights Reserved. - /تعريب وتطوير/شباب من أجل الجزائر