موقفنا من احداث ليبيا
عربي دولي 4/26/2011 09:12:00 ص
أعترف بأنني أصبحت أشعر بحالة من الاكتئاب في كل مرة أحاول فيها الكتابةعن الشأن الليبي وتطوراته المتلاحقة، والسبب حالة الانقسام الحادة التينراها في البلاد، وعمليات التشويه والتضليل التي تمارسها آلة إعلاميةجبارة تقف خلفها جهات تملك المال، بل الكثير منه، وتكاد تسيطر بالكامل علىالرأي العام العربي.
في البداية كان هناك ثوار أبرياء يطالبون بالحريةوالعدالة الاجتماعية وحكم القانون في مواجهة نظام ديكتاتوري ظالم حولالبلاد الى مزرعة له ولأبنائه، ولم يتورع عن اعلان الجهاد على دولة مثلسويسرا لانها اعتقلت أحد أبنائه المقدسين، واستخدم سلاح النفط ضدها، وذهبالى ما هو أبعد من ذلك عندما طالب بتفكيكها وتوزيعها على كل من المانياوايطاليا وفرنسا.
الثورة كانت شرعية، وازدادت شرعيتها عندما هدد العقيدمعمر القذافي بسحق الثوار ومطاردتهم بيتا بيتا، والقضاء عليهم بكل أنواعالأسلحة، وخرج ابنه وخليفته ليبشر الليبيين بانهاء هذه المهمة في مدينةبنغازي في أقل من ثمانٍ وأربعين ساعة.
فجأة انقلبت الثورة السلمية الىتمرد عسكري، واصبح الثوار يركبون الدبابات، ويحملون الاسلحة الثقيلة،ويرفعون علامة النصر في كل مرة يحررون فيها مدينة أو موقعاً، ويرقصون طربافوق جثث الجنود الليبيين التابعين للديكتاتور، وهم الجنود أنفسهم الذينكانوا قبل أشهر معدودة مصدر فخر لأبناء البلاد جميعا.
الثوار قالواانهم يرفضون التدخل الاجنبي بأشكاله كافة، وكل ما يطالبون به هو مناطق حظرجوي لحماية المدنيين من طائرات الطاغية، ورغبته الانتقامية المتوحشة. وفيظل غياب أي تدخل عربي، رحب الجميع بقرار مجلس الامن الدولي الذي يحقق هذاالمطلب باعتباره الخيار الوحيد لمنع مجزرة دموية في بنغازي على أيدي كتائبالعقيد وأبنائه.
الى هنا كانت الصورة واضحة، ثوار ضعاف التسليح والعتاديواجهون قوة جبارة مدججة بالاسلحة والدبابات والطائرات وجيش من المرتزقةبعضهم جاء من افريقيا والبعض الآخر من بعض الدول العربية.
الانقلابالحقيقي وقع عندما شاهدنا حلف الناتو يطور عملياته، ويخرج عن تفويض قرارمجلس الامن الدولي، بقصف مواقع الطرف الآخر بأكثر من 150 صاروخ كروز،وأطنان من القنابل، وتدمير قواته الارضية.
وقال الجنرال مولن رئيس هيئةاركان القوات الامريكية بأن غارات حلف الناتو وعملياته دمرت أكثر منأربعين في المائة من القدرات الدفاعية للنظام الليبي.
نحن الآن أمامطاغية ليبي يستعين بقوات مرتزقة من الحفاة العراة في مواجهة معارضة مسلحةتستعين بقوات مرتزقة مدججة بالصواريخ والطائرات وتحمل اسم حلف الناتو الذييضم أكثر من أربعين دولة بقيادة الولايات المتحدة الامريكية.
نذهب الىما هو أكثر من ذلك ونقول ان نظام القذافي يقاتل نفسه، فجميع قادة المعارضةالعسكريين والسياسيين كانوا في خدمة هذا النظام، ابتداء من العقيد خليفةحفتر الذي جرى تدريبه من قبل وكالة المخابرات المركزية الامريكية فيفيرجينيا، ومرورا باللواء عبدالفتاح يونس وزير الداخلية السابق، وانتهاءبالسيد مصطفى عبدالجليل رئيس المجلس الانتقالي الليببي.
صراع علىالسلطة بين جناحي نظام ديكتاتوري قمعي، وليس صراعا من أجل الديمقراطية،وحقوق الانسان ورفاهية الانسان الليبي، والا لماذا يخدم اللواء يونسالعقيد القذافي لأكثر من اربعين عاما وهو يعلم جيدا بكل جرائمه في حقالشعب الليبي، وكيف يكون السيد عبدالجليل وزير العدل عادلا وهو يخدم وزيراللعدل في ظل نظام قمعي حكم بالاعدام والتعذيب على المعارضين للحكمالديكتاتوري.
***
انتقلوا من خدمة النظام الليبي الديكتاتوريالقمعي، الى القتال تحت بيارق حلف الناتو، ولا يهمهم على الاطلاق النتائجالتي يمكن ان تترتب على نقل البندقية من كتف الى آخر حتى لو جاء عددالشهداء بالآلاف من الطرفين، وكأن هؤلاء ليسوا من الليبيين العربوالمسلمين.
خبراء عسكريون من بريطانيا وفرنسا وايطاليا يدربون ويقودونحاليا قوات المعارضة الليبية وطائرات امريكية بدون طيار تقصف حاليا مواقعللطرف الآخر في طرابس وسرت وسبها في غارات مستمرة كان آخرها ارسال صواريخالى قاعدة بوابة العزيزية في طرابلس دمرت مكتب العقيد القذافي وقتلتواصابت العشرات.
نحن الآن امام معادلة جديدة: القتلى الذين يسقطونبرصاص كتائب القذافي هم شهداء من الدرجة الاولى، اما القتلى الذين يسقطونبصواريخ الطائرات الامريكية وصواريخها فهم ليسوا كذلك حتى لو كانوا ابرياءوتواجدوا في المكان بمحض الصدفة فهؤلاء لا بواكي عليهم.
السيد موسىكوسا رئيس جهاز مخابرات الزعيم الليبي لعشرين عاما، ووزير خارجيته لأكثرمن ثلاث سنوات، وقبلها سفير في عدة دول، قدم للمخابرات البريطانيةوالامريكية والفرنسية كل ما لديه من معلومات عن رئيسه السابق الذي طالماتغنى بثوريته، ومن غير المستبعد ان تساعد معلوماته هذه طائرات الناتولقتله او خطفه في الايام او الاسابيع المقبلة اذا استطاعت الى ذلك سبيلا.
حرقاكثر من 1200 سجين في سجن ابو سليم على يد مخابرات الزعيم الليبي لم يتوقفعندها أحد، بل لم يتم توجيه سؤال واحد الى السيد كوسا عن دوره في هذهالمجزرة اذا كان له دور، ومجازر اخرى عديدة، فطالما نقل البندقية من كتفالى آخر فهو انسان بريء دون ان تثبت براءته، وما ينطبق عليه ينطبق علىجميع الليبيين الآخرين من امثاله.
هذا العدوان الثلاثي الامريكيالفرنسي الايطالي ليس جديداً على ليبيا، ففي عام 1943 جرى تقسيم ليبياالمستعمرة الايطالية السابقة الى ثلاثة كيانات بعد الحرب العالمية الثانيةوانتصار الحلفاء. واحد تحت اسم ولاية برقة وكان من نصيب بريطانيا، والثانيفزان من نصيب فرنسا، والثالث طرابلس التي اقامت فيها الولايات المتحدةقاعدة هويلس العسكرية الشهيرة.
لا نجادل بأن الغالبية الساحقة منالليبيين تريد رحيل الزعيم الليبي واسرته وكل رجالاته الدمويين، ولكنالسؤال الذي يطرح نفسه حالياً هو عن الثمن الذي ستدفعه ليبيا وشعبها لحلفالناتو مقابل هذه المهمة، والسؤال الآخر هو الوضع الذي ستكون عليه فيالمستقبل القريب خاصة ونحن نرى دولتين خربهما حلف الناتو والتدخل الاجنبيهما العراق وافغانستان.
***
ممنوع علينا ان نطرح مثل هذه الاسئلة،فالاتهامات جاهزة بالقبض من الزعيم الليبي والعمالة لنظامه، ولا احد يتهمحلف الناتو او يشكك في نوايا قيادته الامريكية، فهؤلاء ملائكة يقومونبأعمال خيرية، ومن يشكك في ذلك هو مجنون واحمق ومؤيد للديكتاتورياتوالطغاة وقمع الحريات.
السيد عمرو موسى امين عام الجامعة العربية بلعلسانه فوراً، واختفى عن الساحة لانه قال ان طلب الجامعة للتدخل الاجنبي لميكن بهدف حماية ليبيين وقتل ليبيين آخرين، فقد فتحت عليه نيران جهنم،مثلما فتحت وستفتح علينا، لانه نطق بكلمة حق. وكان من المقرر ان يوقع علىالبيان الثلاثي المشترك الذي وقعه باراك اوباما (امريكا) ونيكولا ساركوزي(فرنسا) وديفيد كاميرون (بريطانيا) الذي طالب باخراج الزعيم الليبي ليس منطرابلس فقط وانما من كل ليبيا، ولكن لم يحدد الى اين ربما الى العالمالآخر، ولكنه لم يوقعه لندمه الشديد على تأييد التدخل الاجنبي.
تقطرقلوبنا دماً ونحن نرى الاشقاء الليبيين يحرقون بنيران حرب اهلية طاحنة نحنالذين ايدنا وسنؤيد الثورات العربية في كل مكان، لاننا نرى الثورة الليبيةتعرضت للخطف من قبل جنرالات وسياسيين جاءوا من رحم نظام العقيد يتعطشونللحكم والسلطة والانتقام ولاسباب معظمها خاصة تتغطى بغلالة رقيقة باسمخدمة الشعب.
نختم هذا المقال بالرد مسبقاً على الذين سيشهرون في وجوهناسيف الاتهام بالانحياز الى العقيد وجرائمه وطغيانه، والقول باننا عندماكنا نهاجمه ونظامه كان معظم المعارضين اما يخدمون نظامه هذا وينهلون منملايينه، واما يقفون طوابير امام مقر سيف الاسلام القذافي في لندن،ويدبجون المقالات حول نواياه الاصلاحية ويباركون توليه رئاسة البلاد خلفاًلوالده، والمقالات هذه موجودة في ارشيف صحيفتنا 'القدس العربي'.
السيدعبد الرحمن شلقم وزير خارجية ليبيا السابق وأحد قادة المعارضة يعلم جيداًما اذا كنا مع نظام القذافي في ذروة جبروته ام لا، وما اذا كنا حصلنا علىرشاواه المليونية ام لا ونحن نقبل شهادته فهو رجل صاحب ضمير وخلق.
الطرفالوحيد الذي سنؤيده هو من يعمل على حقن دماء اهلنا في ليبيا، ومستقبلليبيا هو الذي سيتقرر على طريقة ابو موسى الاشعري اثناء معركة المصاحف، ايعزل الطرفين، الطاغية ومن يحاربون تحت حراب الناتو.
في البداية كان هناك ثوار أبرياء يطالبون بالحريةوالعدالة الاجتماعية وحكم القانون في مواجهة نظام ديكتاتوري ظالم حولالبلاد الى مزرعة له ولأبنائه، ولم يتورع عن اعلان الجهاد على دولة مثلسويسرا لانها اعتقلت أحد أبنائه المقدسين، واستخدم سلاح النفط ضدها، وذهبالى ما هو أبعد من ذلك عندما طالب بتفكيكها وتوزيعها على كل من المانياوايطاليا وفرنسا.
الثورة كانت شرعية، وازدادت شرعيتها عندما هدد العقيدمعمر القذافي بسحق الثوار ومطاردتهم بيتا بيتا، والقضاء عليهم بكل أنواعالأسلحة، وخرج ابنه وخليفته ليبشر الليبيين بانهاء هذه المهمة في مدينةبنغازي في أقل من ثمانٍ وأربعين ساعة.
فجأة انقلبت الثورة السلمية الىتمرد عسكري، واصبح الثوار يركبون الدبابات، ويحملون الاسلحة الثقيلة،ويرفعون علامة النصر في كل مرة يحررون فيها مدينة أو موقعاً، ويرقصون طربافوق جثث الجنود الليبيين التابعين للديكتاتور، وهم الجنود أنفسهم الذينكانوا قبل أشهر معدودة مصدر فخر لأبناء البلاد جميعا.
الثوار قالواانهم يرفضون التدخل الاجنبي بأشكاله كافة، وكل ما يطالبون به هو مناطق حظرجوي لحماية المدنيين من طائرات الطاغية، ورغبته الانتقامية المتوحشة. وفيظل غياب أي تدخل عربي، رحب الجميع بقرار مجلس الامن الدولي الذي يحقق هذاالمطلب باعتباره الخيار الوحيد لمنع مجزرة دموية في بنغازي على أيدي كتائبالعقيد وأبنائه.
الى هنا كانت الصورة واضحة، ثوار ضعاف التسليح والعتاديواجهون قوة جبارة مدججة بالاسلحة والدبابات والطائرات وجيش من المرتزقةبعضهم جاء من افريقيا والبعض الآخر من بعض الدول العربية.
الانقلابالحقيقي وقع عندما شاهدنا حلف الناتو يطور عملياته، ويخرج عن تفويض قرارمجلس الامن الدولي، بقصف مواقع الطرف الآخر بأكثر من 150 صاروخ كروز،وأطنان من القنابل، وتدمير قواته الارضية.
وقال الجنرال مولن رئيس هيئةاركان القوات الامريكية بأن غارات حلف الناتو وعملياته دمرت أكثر منأربعين في المائة من القدرات الدفاعية للنظام الليبي.
نحن الآن أمامطاغية ليبي يستعين بقوات مرتزقة من الحفاة العراة في مواجهة معارضة مسلحةتستعين بقوات مرتزقة مدججة بالصواريخ والطائرات وتحمل اسم حلف الناتو الذييضم أكثر من أربعين دولة بقيادة الولايات المتحدة الامريكية.
نذهب الىما هو أكثر من ذلك ونقول ان نظام القذافي يقاتل نفسه، فجميع قادة المعارضةالعسكريين والسياسيين كانوا في خدمة هذا النظام، ابتداء من العقيد خليفةحفتر الذي جرى تدريبه من قبل وكالة المخابرات المركزية الامريكية فيفيرجينيا، ومرورا باللواء عبدالفتاح يونس وزير الداخلية السابق، وانتهاءبالسيد مصطفى عبدالجليل رئيس المجلس الانتقالي الليببي.
صراع علىالسلطة بين جناحي نظام ديكتاتوري قمعي، وليس صراعا من أجل الديمقراطية،وحقوق الانسان ورفاهية الانسان الليبي، والا لماذا يخدم اللواء يونسالعقيد القذافي لأكثر من اربعين عاما وهو يعلم جيدا بكل جرائمه في حقالشعب الليبي، وكيف يكون السيد عبدالجليل وزير العدل عادلا وهو يخدم وزيراللعدل في ظل نظام قمعي حكم بالاعدام والتعذيب على المعارضين للحكمالديكتاتوري.
***
انتقلوا من خدمة النظام الليبي الديكتاتوريالقمعي، الى القتال تحت بيارق حلف الناتو، ولا يهمهم على الاطلاق النتائجالتي يمكن ان تترتب على نقل البندقية من كتف الى آخر حتى لو جاء عددالشهداء بالآلاف من الطرفين، وكأن هؤلاء ليسوا من الليبيين العربوالمسلمين.
خبراء عسكريون من بريطانيا وفرنسا وايطاليا يدربون ويقودونحاليا قوات المعارضة الليبية وطائرات امريكية بدون طيار تقصف حاليا مواقعللطرف الآخر في طرابس وسرت وسبها في غارات مستمرة كان آخرها ارسال صواريخالى قاعدة بوابة العزيزية في طرابلس دمرت مكتب العقيد القذافي وقتلتواصابت العشرات.
نحن الآن امام معادلة جديدة: القتلى الذين يسقطونبرصاص كتائب القذافي هم شهداء من الدرجة الاولى، اما القتلى الذين يسقطونبصواريخ الطائرات الامريكية وصواريخها فهم ليسوا كذلك حتى لو كانوا ابرياءوتواجدوا في المكان بمحض الصدفة فهؤلاء لا بواكي عليهم.
السيد موسىكوسا رئيس جهاز مخابرات الزعيم الليبي لعشرين عاما، ووزير خارجيته لأكثرمن ثلاث سنوات، وقبلها سفير في عدة دول، قدم للمخابرات البريطانيةوالامريكية والفرنسية كل ما لديه من معلومات عن رئيسه السابق الذي طالماتغنى بثوريته، ومن غير المستبعد ان تساعد معلوماته هذه طائرات الناتولقتله او خطفه في الايام او الاسابيع المقبلة اذا استطاعت الى ذلك سبيلا.
حرقاكثر من 1200 سجين في سجن ابو سليم على يد مخابرات الزعيم الليبي لم يتوقفعندها أحد، بل لم يتم توجيه سؤال واحد الى السيد كوسا عن دوره في هذهالمجزرة اذا كان له دور، ومجازر اخرى عديدة، فطالما نقل البندقية من كتفالى آخر فهو انسان بريء دون ان تثبت براءته، وما ينطبق عليه ينطبق علىجميع الليبيين الآخرين من امثاله.
هذا العدوان الثلاثي الامريكيالفرنسي الايطالي ليس جديداً على ليبيا، ففي عام 1943 جرى تقسيم ليبياالمستعمرة الايطالية السابقة الى ثلاثة كيانات بعد الحرب العالمية الثانيةوانتصار الحلفاء. واحد تحت اسم ولاية برقة وكان من نصيب بريطانيا، والثانيفزان من نصيب فرنسا، والثالث طرابلس التي اقامت فيها الولايات المتحدةقاعدة هويلس العسكرية الشهيرة.
لا نجادل بأن الغالبية الساحقة منالليبيين تريد رحيل الزعيم الليبي واسرته وكل رجالاته الدمويين، ولكنالسؤال الذي يطرح نفسه حالياً هو عن الثمن الذي ستدفعه ليبيا وشعبها لحلفالناتو مقابل هذه المهمة، والسؤال الآخر هو الوضع الذي ستكون عليه فيالمستقبل القريب خاصة ونحن نرى دولتين خربهما حلف الناتو والتدخل الاجنبيهما العراق وافغانستان.
***
ممنوع علينا ان نطرح مثل هذه الاسئلة،فالاتهامات جاهزة بالقبض من الزعيم الليبي والعمالة لنظامه، ولا احد يتهمحلف الناتو او يشكك في نوايا قيادته الامريكية، فهؤلاء ملائكة يقومونبأعمال خيرية، ومن يشكك في ذلك هو مجنون واحمق ومؤيد للديكتاتورياتوالطغاة وقمع الحريات.
السيد عمرو موسى امين عام الجامعة العربية بلعلسانه فوراً، واختفى عن الساحة لانه قال ان طلب الجامعة للتدخل الاجنبي لميكن بهدف حماية ليبيين وقتل ليبيين آخرين، فقد فتحت عليه نيران جهنم،مثلما فتحت وستفتح علينا، لانه نطق بكلمة حق. وكان من المقرر ان يوقع علىالبيان الثلاثي المشترك الذي وقعه باراك اوباما (امريكا) ونيكولا ساركوزي(فرنسا) وديفيد كاميرون (بريطانيا) الذي طالب باخراج الزعيم الليبي ليس منطرابلس فقط وانما من كل ليبيا، ولكن لم يحدد الى اين ربما الى العالمالآخر، ولكنه لم يوقعه لندمه الشديد على تأييد التدخل الاجنبي.
تقطرقلوبنا دماً ونحن نرى الاشقاء الليبيين يحرقون بنيران حرب اهلية طاحنة نحنالذين ايدنا وسنؤيد الثورات العربية في كل مكان، لاننا نرى الثورة الليبيةتعرضت للخطف من قبل جنرالات وسياسيين جاءوا من رحم نظام العقيد يتعطشونللحكم والسلطة والانتقام ولاسباب معظمها خاصة تتغطى بغلالة رقيقة باسمخدمة الشعب.
نختم هذا المقال بالرد مسبقاً على الذين سيشهرون في وجوهناسيف الاتهام بالانحياز الى العقيد وجرائمه وطغيانه، والقول باننا عندماكنا نهاجمه ونظامه كان معظم المعارضين اما يخدمون نظامه هذا وينهلون منملايينه، واما يقفون طوابير امام مقر سيف الاسلام القذافي في لندن،ويدبجون المقالات حول نواياه الاصلاحية ويباركون توليه رئاسة البلاد خلفاًلوالده، والمقالات هذه موجودة في ارشيف صحيفتنا 'القدس العربي'.
السيدعبد الرحمن شلقم وزير خارجية ليبيا السابق وأحد قادة المعارضة يعلم جيداًما اذا كنا مع نظام القذافي في ذروة جبروته ام لا، وما اذا كنا حصلنا علىرشاواه المليونية ام لا ونحن نقبل شهادته فهو رجل صاحب ضمير وخلق.
الطرفالوحيد الذي سنؤيده هو من يعمل على حقن دماء اهلنا في ليبيا، ومستقبلليبيا هو الذي سيتقرر على طريقة ابو موسى الاشعري اثناء معركة المصاحف، ايعزل الطرفين، الطاغية ومن يحاربون تحت حراب الناتو.
عبد الباري عطوان
2011-04-25














