رياض الصيداوي: المؤامرة القطرية السعودية على سوريا فشلت والشعب الجزائري لن يقبل بثورة يصدرها حمد ولا بفتوى للقرضاوي للناتو بقصف الجزائر ووهران وعنابة وقسنطينة

رياض الصيداوي مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاجتماعية بجنيف المتخصص في علم اجتماع الثورة يعرض في هذا الحديث طبيعة الثورات العربية. حدود الصدق فيها وأيضا التدخل الخارجي الجلي. دور قطر والسعودية والجزيرة والعربية المشبوه في محاولة التلاعب بالربيع العربي. ويتساءل هل يمكن لدكتاتوريات مطلقة ان تنشر الديموقراطية في سوريا أو الجزائر أو تونس… ومغزى الفتاوي الدينية للشيخ القرضاوي وغيره من شيوخ الملوك والأمراء في الأحداث الجارية في المنطقة. وهذه تفاصيل الحوار. أجرت الحوار زينب القالي – الجزائر.
أستاذ رياض هناك الكثير من التوقعات بفشل القمة العربية التي ستعقد في بغداد نهاية هذا الشهر و كونها في ظل تحديات كبيرة. فهل ستكون هذه القمة فاشلة كسابقتها من القمم ام انها ستكون استثنائية نظر لظروف التي يمر بها الوطن العربي و تغيير القيادات في بعض الدول العربية؟
الحقيقة وكما نعلم إن أغلب دول الجامعة العربية هي عبارة عن دول ديكتاتورية، غير ديمقراطية وبخاصة دول الخليج مثل السعودية وقطر. فهاتان الدولتان مثلا لا نجد لهما أية علاقة بالانتخابات و لا بالمؤسسات البرلمانية، ولا بالتعددية الحزبية أو بحرية التعبير. فنحن نرصد تفاوتا في الدول المشكلة للجامعة العربية من هذه الناحية بين دول أكثر ديمقراطية ودول أقل ديمقراطية وأخرى ديكتاتورية مطلقة. هذا التصنيف في العلوم السياسية يجعلنا نضع السعودية وقطر في المجموعة الثالثة الأكثر تخلفا بل تلك التي تعيش في قطيعة كاملة مع كل معايير الديموقراطية. لكن الكارثة تكمن في أن هاتان الدولتان تقودان الآن الجامعة العربية ليس عبر قيم الحرية والديموقراطية وإنما عبر المال البترولي والغازي وإمبراطورية من الإعلام الخاضع لإرادتهما. والهدف هو تحقيق الأجندة الامريكية في المنطقة.
ستقوم قطر والسعودية بمحاولة استخلاص الكثير من القرارات ضد سوريا وبالمقابل ستتصدى الدول الاخرى مثل الجزائر و لبنان وموريتانيا والعراق لهذه القرارات. اذن، نحن أمام جامعة عربية مهترئة تقودها دول دكتاتورية مطلقة وفاشلة وبالتالي لن تستطيع الوصول إلى قرارات موحدة نظرا لاختلاف أهدافها ومخططاتها في خضم ما نسميه اليوم بالربيع العربي.
هل ترى حقيقة أنه ربيع عربي؟
إن علم اجتماع الثورة يقر بكون الثورة علبة سوداء مغلقة بمعنى أن ما يحدث داخل دولة من ثورة أو انتفاضة لا يجب أن يتدخل فيها أحد من الخارج. فالثورة الفرنسية مثلا لم يتدخل فيها الجيش البريطاني أو البروسي الألماني. لكن للأسف نلاحظ اليوم أن الثورات العربية لم تعد علبة سوداء مغلقة بل أصبحت مرتعا لتدخلات خارجية مفضوحة لا تهتم بنشر قيم الديموقراطية والحرية بقدر اهتمامها بمصالحها الخاصة. فليست مشيخة قطر وأميرها حمد من سينشر الديموقراطية في سوريا أو في ليبيا.
أما الربيع العربي فأنا اعتبره ديناميكية داخلية حقيقية. هو حراك الحركات الاجتماعية لتحقيق مطالب شعبية مشروعة. وأقول حركات اجتماعية وليس أحزابا سياسية. إن ما يميز هذه الحركات كونها تتشكل من شباب غير مهيكلين سياسيا وأهدافهم واضحة وهي اسقاط النظام الذي لم يلبي احتياجاتهم الاجتماعية. لذلك أؤكد أن الذين ثاروا في تونس ومصر واليمن ليسوا أحزابا سياسية بل هم شباب دفعتهم الظروف الاجتماعية القاسية للثورة. وهم من لم يستفد إلى حد الآن من الثورة.
استثنيت ذكر الثورة الليبية والسورية؟
الحالة الليبية والسورية أكثر تعقيدا باعتبارهما أصبحتا محلا للتدخل الخارجي. في حين أن نظرية الثورة تركز في على ثلاث عوامل داخلية محددة في نجاح ثورة أو فشلها عبر التاريخ أي ما نسميه ب”الوضعية الثورية”:
أولا راديكالية المعارضة الشعبية ومطالبتها برحيل النظام بدل إصلاحه وهذا ما حدث في تونس عند نزول الشباب إلى الشارع وفي مصر واليمن كون المطالب الشعبية لا تريد إصلاحات إنما تريد رحيل النظام.
العامل الثاني هو تفكك النخب الحاكمة وانقسامها على نفسها هذا ما حدث في شكل واضح في تونس ومصر لكن في ليبيا كان بارز جدا. في سوريا اختلف الأمر. فالنظام بقي متماسكا ولم تتفكك النخب الحاكمة ولم تنقسم على نفسها ولم تحدث خيانات للنظام. لم نرى سفراء أو وزراء قدموا استقالتهم أو انقلبوا ضد بشار الأسد. لقد حافظ النظام على تماسكه. وبالتالي غاب هذا العامل في سوريا.
العامل الثالث المحدد لنجاح الثورات أو فشلها عبر التاريخ هو موقف الجيش. فحتى تنجح ثورة ما يجب أن تحدث عملية “حياد” المؤسسة العسكرية ورفضها قمع المتظاهرين أو “خيانة” هذه المؤسسة للنظام. اما اذا بقي الجيش مواليا للنظام فإن الثورة من المستحيل أن تنجح. هذا ما حدث في تونس حيث رفض الجيش الانصياع لأوامر بن علي. وحدث نفس الشيء في مصر. أما في ليبيا فقد اختلف الوضع حيث انقسم الجيش على نفسه بين موالى و منقلب على النظام. وفي سوريا بقى الجيش متماسكا ومدافعا عن النظام منذ اليوم الأول نظرا لطبيعته العقائدية الشبيهة بالنمط السوفياتي أو الماوي الصيني، حيث أن الضباط هم أيضا أعضاء في الحزب الحاكم.
هل نستنتج من هذا أن الثورة في سورية لن تنجح؟
في الأزمة السورية، باعتبارها ليست ثورة بعد، لم يتوفر عاملان أساسيان في الوضعية الثورية وهما عدم تفكك النخبة الحاكمة وعدم تخلي الجيش عن السلطة وحتى العامل الأول كون النظام فقد شعبيته كلية لسنا متأكدين منه، لأن ثمة هناك ضبابية إعلامية كبيرة جدا.
عمليا: النظام السوري في صدد الانتصار لأن ما حصل في سوريا هو احتجاجات سلمية في البداية احتضنتها واستغلتها الدول الخارجية لزعزعة الأمن السوري. يجب أن نميز بين الاحتجاجات السلمية كالتي حدثت في مصر و في تونس وبين ما يحدث اليوم في سوريا الذي هو في أكثره عبارة عن أنشطة عسكرية استخبارية خالصة بتمويل سعودي وقطري وبإشراف أمريكي. حتى واشنطن اعترفت بوجود عناصر القاعدة تقاتل النظام والروس قالوا بوجود حوالي 15000 إرهابي دولي من ليبيا وغيرها في سوريا. هي جماعات مسلحة تسعى لزعزعة الأمن الداخلي وإسقاط النظام.
أضيف أن الثورة تنجح حينما تجتاح العاصمة ولا تبقى حبيسة مدن أو قرى الأطراف. وفي سوريا لم تصل الثورة بعد إلى العاصمة دمشق.
هل تعتقد أن الأزمة السورية كان مخطط لها أم أنها مجرد استغلال لتلك الاحتجاجات السلمية؟
بالنسبة لسوريا هناك رغبة غربية لتغيير النظام و ليس لإنجاح ثورة لأنه من الظاهر أن واشنطن تستهدف الانظمة الممانعة والتي كانت تشكل جبهة الصمود والتحدي بداء بصدام حسين تم القذافي والآن بشار الأسد ومن الممكن أيضا استهداف الجزائر.
من برأيك المسؤول الحقيقي عن ما يحدث في سوريا؟
عراب هذه المحاولات هي واشنطن باعتبارها الوحيدة التي تملك الإمكانيات والملفات والأهداف في هذه المنطقة. لكن هذه المرة الولايات المتحدة الأمريكية تعيش عجزا اقتصاديا حقيقيا وديونا متراكمة لذلك فإنها غير مستعدة لدفع فواتير هذه الحروب. فالحرب على القذافي والحرب ضد صدام حسين أو ضد سوريا يدفع ثمنها دائما دول الخليج. وبخاصة السعودية وقطر. لأن المواطن الأمريكي، دافع الضرائب، يحاسب إدارته على كل دولار تنفقه. وبالتالي هي عاجزة عن دفع هذه الفواتير الباهضة. لذلك يتم الاستنجاد بالدول العربية التقليدية لتدفعها وتمويل مخططات واشنطن. فكما كانت السعودية تمول في السبعينات و الثمانينات حروب وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ضد الحركات اليسارية في أمريكا اللاتينية، فإن قطر تمول اليوم مخططات واشنطن في المنطقة.
بالنسبة للمؤامرة على سوريا، نذكر جيدا أن بندر بن سلطان لما كان وزيرا للأمن القومي في السعودية كانت له خطة سرية بتمويل المليارات من الدولارات لزعزعة الأمن السوري وذلك بدعم جماعات مسلحة وهابية ومن القاعدة لبث الفوضى داخل سوريا واكتشاف دمشق لهذه الخطة شكل أزمة دبلوماسية بين سوريا والسعودية. فلما أبلغ بشار الاسد الملك عبد الله بها فوجئ بأن الملك نفسه لم يكن يعلم بها وهو ما أدى إلى تجميد مهام بندر بن سلطان لسنوات.
لكن قطر تولت المسؤولية اليوم بتمويل هذه الحروب ضد النظام في سوريا بكل ما تملك من قوة إعلامية وبخاصة قناة الجزيرة التي أصبحت قناة تحريض ولم تعد قناة إخبار. كما استخدمت شيوخ الفتاوى الذين يعملون تحت أوامرها. فمثلا يوسف القرضاوي أفتى لها بقتل معمر القذافي وأفتى لتدخلات الحلف الأطلسي في ليبيا وسوريا. وقال الشيخ محمد العريفي الوهابي السعودي بوجود ملائكة على جياد بيض تقاتل ضد سوريا… النتيجة أن المواطن العربي بدأ يفهم ويدرك هذا المخطط ويزدري فتاوي شيوخ السلاطين السياسية. اليوم ثمة مجزرة إسرائيلية في غزة: فأين ملائكة محمد العريفي على جياد البيض لتتدخل؟ أين فتوى القرضاوي للطيارين القطريين الأشاوس لقصف تل أبيب حماية لشعب فلسطين مثلما فعل ضد طرابلس؟ أين مؤتمر أصدقاء فلسطين؟ أين آل سعود وآل ثاني وعرعور والقرني والعبيكان؟؟؟
ما هي الاهداف السياسة لقطر وما هو المقابل من أمريكا لهذا التمويل القطري؟
لا توجد أهداف سياسية لقطر. إنما هي تمول و تدفع فقط مقابل حماية آل ثاني وضمان بقائهم في عروشهم. حيث يبدو أن هناك مخطط لتقسيم السعودية وإعادة صياغة الخريطة في منطقة الخليج العربي. وقطر يأتي تخوفها هذا من كونها ليست دولة ديمقراطية ولا دولة عسكرية قوية لذلك تلتجئ للحماية الأمريكية.
فدول الخليج على رأسها السعودية و قطر تسعى بما تملك من وسائل لإثارة الفوضى في الجمهوريات العربية. وحيث ثمة ترويج كبير للنظام الملكي المطلق وكأنه أفضل من الجمهورية. لذلك نرى هذه الدول التي تسيطر اليوم على الجامعة العربية ترسل قوات درع الجزيرة لإخماد ثورة البحريين ولإفشال ثورة شعبية سلمية فيها ومن جهة أخرى ترسل طائرات لتقصف قوات القذافي لإنجاح ثورة. فمن جهة عندنا نموذج عسكري لإفشال ثورة شعبية سلمية وفي المقابل نموذج عسكري آخر لإنجاح ثورة مسلحة. هذا التدخل العسكري الخارجي هو من أجل تحقيق مصالح لا أكثر ولا أقل. فهذه الدول لا تتحرك من أجل الحرية و المبادئ الانسانية، إنما من أجل مصالحها والدليل على ذلك ما يحدث في الصومال هذا البلد الذي يعيش فقر ومجاعات وحروب أهلية منذ عشرين سنة ولا يفكر أحد في التدخل العسكري أو الإنساني أو الاقتصادي فيه.
لكن يبدو ان واشنطن بدأت تراجع خطتها ضد سوريا إثر صمود نظام الأسد. لأن الاعتداء على سوريا عسكريا ليس بعملية هينة فذلك سيؤدي إلى إطلاق العديد من الصواريخ السورية وصواريخ حزب الله على إسرائيل وعلى ابار النفط. والجيش السوري قوي ومتماسك.
نفهم من هذا ان ثمة استبعاد لحدوث تدخل عسكري دولي في سوريا؟
إن روسيا والصين والبرازيل وجنوب افريقيا والهند ودول كثيرة في العالم وصلت إلى قناعة أنه يجب إيقاف مخطط واشنطن بإعادة تشكيل منطقة الوطن العربي لمصالحها. ثمة معارضة خارجية واضحة خاصة أنه تم التلاعب بقرار مجلس الأمن رقم 1973 الذى ينص على إقامة منطقة حضر جوي في ليبيا. لكن ما حدث خرج كليا عن طبيعة القرار 1973. حيث قصف الحلف الأطلسي وأباد قطعات كثيرة من الجيش الليبي إضافة إلى قصف منشآت الهاتف والكهرباء والإرسال التلفزيوني وإلى حد مطاردة القذافي شخصيا وإصابة ركبه بصواريخ. الصينيون قالوا انه تم خديعتنا ولن نكرر السيناريو مع سوريا. وكذلك قرار الفيتو الروسي كان محتملا. لكن ردة الفعل الصينية القوية كانت غير متوقعة لأن الصين أقرضت الخزانة الأمريكية آلاف المليارات من الدولارات، واستخدامها للفيتو هو رسالة للعالم بأنها لم تعد تقبل النظام الأحادي الأمريكي.
لقد فاجأ النظام السوري قطر والسعوديين والولايات المتحدة الأمريكية بصموده. وتعيش الدوحة والرياض اليوم حالة رعب حقيقي لعدم سقوط هذا النظام. وسينعكس الأمر عليهما مباشرة. ومن الاحتمالات الممكنة أن يضحى حمد بن خليفة آل ثاني بابن عمه حمد بن جبر ويخرجه من الحكم وذلك ليمتص غضب السوريين لأن معظم التصريحات النارية ضد سوريا كانت صادرة عن حمد بن جبر آل ثاني. أما السعودية فهي تعيش اليوم مثل آخر أيام الاتحاد السوفياتي : قيادة هرمة جدا مقطوعة عن الشعب وبخاصة عن الشباب ومتورطة في الشأن السوري حتى النخاع.
قلت أن الجزائر مستهدفة أيضا، كيف سيكون هذا الاستهداف برأيك خاصة وأن الإدارة الأمريكية تعتبر أن الحالة الجزائرية حالة استثنائية، نظرا لتصريحات مستشار هيلاري كلينتون بعد زيارتها الأخيرة للجزائر ؟
الحقيقة أن الحالة الجزائرية حالة استثنائية، لذلك من المستحيل قيام ثورة مثل النموذج الليبي أو السوري في الجزائر. و ذلك لأن الثورات السابقة تم فيها شخصنة العدو أي انها كانت تطالب بإسقاط الرئيس الذي يقف على رأس النظام، لكن في الجزائر لا يتوفر هذا العامل باعتبار شخصية الرئيس بوتفليقة تحضى باحترام و قبول بين أوساط الشعب، حتى وإن ظهرت مطالب كبيرة برحيله اعتقد أن بوتفليقة سيستقيل او يظهر عدم رغبته بالترشح مرة أخرى.
الجزائر أيضا دولة مؤسسات والمؤسسة العسكرية تعتبر العمود الفقري للجزائر لذلك من الصعب قيام ثورة ضد مؤسسة عسكرية.
وأهم شيئ أن الجزائريين وطنيين لأنهم عاشوا أكبر تجربة كفاح ضد المستعمر. فمن هو الجزائري الذي سيقبل بقصف طائرات قطرية لمدنه؟ من هو الجزائري الذي سيقبل بفتوى ليوسف القرضاوي للحلف الأطلسي بقصف مدن الجزائر ووهران وعنابة وقسنطينة…؟
الجزائر حاليا تقوم بالعديد من الإصلاحات ومن الواجب تعجيلها. ثمة أيضا انتخابات ومؤسسات و برلمان، ومع الإقرار وجود الكثير من الثغرات، لكن هناك تنفيس يحدث عبر ديناميكيات سياسية وإعلامية. لا علاقة للجزائر بأنظمة سياسية منغلقة كالسعودية أو قطر.
و ما يساعد الجزائر أكثر كونها دولة ثرية ولديها فائض مالي يقدر ب150 مليار دولار على الأقل في عالم فيه الكثير من الدول العاجزة وهذا الفائض سيساعدها على استيعاب الصدمة الاجتماعية التي تفجر الاحتجاجات.
هناك من يشكك بوجود أحزاب إسلامية جزائرية ذات تمويل قطري ؟
ثمة تنظيم يسمى نفسه – الاتحاد الدولي للعلماء المسلمين- بقيادة يوسف القرضاوي وهو يعتمد على تمويل قطري وينظم تحت لوائه حركات الإخوان المسلمون ومهمته إيصالها الى السلطة في كل مكان في الوطن العربي وعبر دعم أمريكي واضح.
مقابل ذلك ثمة التيار الوهابي الذي يعيش صراعا حادا مع حركات الإخوان المسلمين بل هو في حرب شاملة ضدها. وهو من تمويل سعودي ويعمل في إطار تنظيم دولي اسمه الرابطة الاسلامية العالمية. وهو ما يعكس الحرب الباردة بين قطر والسعودية وصراعهما الدائم والطويل.
و لكل تنظيم شيوخه وفضائياته وأمواله الطائلة ودعاته. وأحيانا تشتد الصرعات بينهما فتصل إلى التلاسن بين الشيوخ. فالقرضاوي يهاجم عبد الله بن جبرين والألباني يهاجم القرضاوي وهكذا… ومثال على ذلك وفي إطار هذا الصراع صرح راشد الغنوشي، وهو محسوب على قطر والقرضاوي وممنوع من دخول السعودية وسبق طرده منها، بان السعودية مهددة بثورة داخلية لعدم استجابة حكامها لمطالب شعبهم فانقض عليه شيوخ السعودية بالهجوم والتجريح وكذلك إعلامهم. إن تصريحه لمعهد واشنطن للدراسات عكس بوضوح مدى صراع إستراتيجية قطر ضد الإستراتيجية السعودية.
اذا نحن أمام نوعين من الحركات الإسلامية : الحركات الإخوانية المدعومة من قطر ضد الحركات الوهابية السعودية.
واشنطن اختارت الحركات الإخوانية و التعامل معها. وذلك لتقسيم الخليج والتخلص من الوهابية وتقسيم السعودية الى دويلات ودليل على ذلك تسرب التسجيلات بين القذافي والشيخ حمد آل ثاني التي قال فيها صراحة أنه يسعى لتقسيم السعودية و أخذ جزء منها. كذلك تسجيل محادثات عمر سليمان مع القذافي الذي بين إستراتيجية واشنطن في إسقاط الأنظمة العربية الحالية وتعويضها بحركات الإخوان المسلمين … هذه التسجيلات تعتبر ثورة معلوماتية خرجت من أجهزة مخابرات القذافي حيث أرسلها الراحل إلى مشعان الجبوري صاحب قناة الرأي في سوريا وهي الآن في أيدي الأجهزة السورية التي تقوم بتسريب بعضها عبر اليوتوب. هذه التسجيلات أهم من ويكيليكس ولكن يتم محاصرتها بشدة من قبل الإعلام السعودي والقطري لأنها توضح كل شيئ… كيف يفكر الحكام العرب وما يخططون له في الكواليس.
 نشر جزء هام من هذا الحوار في صحيفة الفجر الجزائرية اليومية عدد 2012.03.24
http://www.al-fadjr.com/ar/alhadath/209737.html

بقلم بقلم رئيس التحرير 4/02/2012 12:02:00 ص. قسم . You can أكتب تعليقا لاتقرأ وترحلRSS 2.0

فيديو الاسبوع

إخترنا لكم

2010 BlogNews Magazine. All Rights Reserved. - /تعريب وتطوير/شباب من أجل الجزائر