بوشكوف يؤكد أن بعض الدول الكبرى تتذرع بمبدأ التدخل الإنساني للتدخل غير الإنساني..الرئيس الأسد: المجموعات الإرهابية المسلحة تتلقى الدعم لإفشال أي جهد للحل

أكد الرئيس بشار الأسد أن سورية مستهدفة من قبل مجموعات إرهابية مسلحة تتلقى الدعم بالمال والسلاح من جهات خارجية تسعى لإفشال أي جهد للحل، جاء ذلك خلال استقباله صباح أمس رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الدوما الروسى الكسي بوشكوف الذي أكد بدوره دعم بلاده للإصلاحات الجارية في سورية وضرورة متابعة العمل للتوصل إلى حل سياسي للأزمة يقوم على الحوار بين جميع الأطراف المعنية ودون تدخل خارجي. ووصف بوشكوف بعد محادثات أجراها مع رئيس مجلس الشعب محمود الأبرش ووزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم مباحثاته في دمشق بـ«الشاملة والمفيدة»، وشدد على أن بعض الدول الكبرى تتذرع بمبدأ التدخل الإنساني للتدخل غير الإنساني، مؤكداً أن مجلس الدوما يرفض مثل هذه التدخلات العسكرية. وقال بيان رئاسي صدر أمس: إن الرئيس الأسد عبر «عن تقديره لمواقف الشعب الروسي الصديق والقيادة الروسية تجاه سورية وحرصها على الاطلاع بشكل مباشر على حقيقة ما يجرى من استهداف للدولة السورية والمجتمع السوري على يد مجموعات إرهابية مسلحة» لافتاً إلى أن تلك الجماعات «تتلقى الدعم بالمال والسلاح من جهات خارجية» تهدف إلى «زعزعة استقرار سورية وإفشال أي جهد للحل وخصوصاً بعد الإصلاحات التي أنجزت». وأصدر الرئيس الأسد الأربعاء مرسوما يقضي بإجراء استفتاء على مشروع الدستور الجديد الذي ينص على التعدية السياسية ويحدد الولاية الرئاسية بسبع سنوات تجدد لمرة واحدة. بدوره أكد بوشكوف «دعم روسيا للإصلاحات الجارية في سورية وضرورة متابعة العمل للتوصل إلى حل سياسي للأزمة يقوم على الحوار بين جميع الأطراف المعنية ودون تدخل خارجي»، مشدداً على أهمية الأمن والاستقرار في سورية كجزء أساسي من استقرار منطقة الشرق الأوسط والعالم. وعبر بوشكوف عن رفض بلاده لأي تدخل من القوى الخارجية في شؤون سورية الداخلية، مضيفاً إن موقف روسيا ينطلق من حرصها على التمسك بمبادئ القانون الدولي وتحقيق مصالح الشعب السوري مؤكداً أهمية ألا يكون مجلس الأمن منحازاً لأي طرف في الموضوع السوري، وذلك في إشارة منه إلى مشروع القرار العربي الغربي الذي نقضته روسيا والصين في مجلس الأمن في الرابع من الشهر الجاري. حضر اللقاء المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان، ورئيس لجنة الشؤون العربية والخارجية في مجلس الشعب سليمان حداد والوفد المرافق لبوشكوف. كما بحث رئيس مجلس الشعب محمود الأبرش مع بوشكوف بحضور حداد والسفير الروسي بدمشق حقيقة ما تتعرض له سورية من هجمة إعلامية والضغوطات الاقتصادية بهدف ثنيها عن مواقفها المبدئية. وفي الإطار ذاته التقى وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم رئيس اللجنة الدولية في مجلس الدوما للجمعية الفدرالية لروسيا الاتحادية والوفد المرافق له، بحضور نائب وزير الخارجية فيصل المقداد وحداد ومعاون الوزير عبد الفتاح عمورة والسفير الروسي في دمشق ومديرة إدارة أوروبا في الوزارة. وقال بوشكوف في تصريح للصحفيين عقب لقائه الأبرش: «أجرينا مباحثات شاملة ومفيدة مع الرئيس الأسد ووزير الخارجية والمغتربين تبلورت من خلالها وجهة نظرنا حول الأحداث في سورية، بما يساعد في رسم صورة حقيقية لدى النواب الروس وبلورة الموقف الروسي بشكل أفضل». وأشار بوشكوف إلى رفض مجلس الدوما الروسي للتدخل العسكري وسياسات بعض القوى الكبرى التي تتخفى وراء مبدأ التدخل الإنساني، وقال: «هناك بعض الدول الكبيرة ذات النفوذ تحاول التدخل الخارجي على مبدأ التدخل الإنساني الذي يتحول في النهاية إلى تدخل غير إنساني»، ولفت إلى أن مجلس الدوما يرفض مثل هذه التدخلات العسكرية، ودعا إلى الحد من استخدام المنظمات الدولية لتحقيق مصالح الدول الكبرى ذات النفوذ عن طريق التدخل في شؤون الدول الأخرى ذات السيادة. وأشار إلى أن مجلس الدوما الروسي أصدر مؤخراً بياناً دعا فيه إلى حل سياسي للازمة في سورية ورفض أشكال التدخل الخارجي كافة، لافتا إلى أن هذا البيان حصل على تأييد كامل من قبل أعضاء المجلس الذين يمثلون أطياف المجتمع الروسي كافة على اختلاف انتماءاتهم الفكرية والسياسية. وأعرب البيان الذي صدر يوم 10 شباط الجاري، عن قلقه من توتر الوضع المتعلق بسورية على خلفية تصاعد العنف داخلها. وحث النواب الروس مجلس الأمن الدولي على عدم الانحياز إلى أي طرف من أطراف النزاع في سورية، داعين إلى الحيلولة دون تكرار «السناريو الليبي» في سورية. وتأتي لقاءات بوشكوف في أعقاب زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورئيس الاستخبارات ميخائيل فرادكوف قبل أسبوعين حيث أكدا دعم البرنامج الإصلاحي للقيادة السورية.

بقلم بقلم رئيس التحرير 2/21/2012 01:35:00 ص. قسم سياسة . You can أكتب تعليقا لاتقرأ وترحلRSS 2.0